صار ـ الآن ـ فى عصرنا بستانا عمره خواجا ، فبنى مولانا محمد بن محمود أفندى قاضى مكة المشرفة فى سنة ٩١١ ه ، وقدمته لجانم سلطان بنت الوزير الأعظم رستم باشا وأمها والدة السلاطين خاصكى سلطان (رحمهالله تعالى) ، وهو ـ الآن ـ فى تصرف ناظر عمارتها بمكة المشرفة.
وفى موسم سنة ٦٥ ه ـ أيضا ـ حج وزير من وزراء مراد الثانى (طيب الله ثراه) جاء بصدقات جليلة قناطير من العسل ، وسقى للناس وملأ القرب وخرج بها السقايون إلى المسعى ، فسقت الناس وصدق على الحاج وأهل الحرمين أموالا جزيلة (تقبل الله منه صالح أعماله).
وفى سنة ٨٦ ه عمر ناظر الحرم بيرم خواجا فى الجانب الشرقى قطعة من حد المسجد الحرام تلى «رباط السدرة» التى هى الآن برباط الأشرف قايتباى وعمر شباك وخلوة منسوبة للشيخ عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعى وشباك خلوة منسوبة للشيخ جمال الدين محمد بن محمود أفندى قاضى مكة المشرفة فى سنة ٩٣١ ه ، وعمر ناظر ـ أيضا ـ عين حنين وأصلح مجراتها ورممها ترميما محكما ، ووصل ـ فى ذلك العام ـ كسوة لحجر إسماعيل مع كسوة البيت الشريف ولم يكس بها الحجر الشريف لأنه لم يجز بذلك ـ عادة ـ قبل هذا ، ووضعت داخل البيت الشريف ثم كسى بها الحجر الشريف من داخله فى العشر الأخير من ذى الحجة سنة ٨٥٣ ه بعد أن حفظت فى جوف البيت الشريف سنة كاملة.
وعمر ناظر الحرم الشريف بيرم خواجا عدة برك فى غرفة كانت دائرة مملوءة بالتراب فأخرج ترابها وأصلح وساق إليها الماء من الآبار التى بقربها لشرب الحجاج ، وعمر مسجد الخيف بمنى وصرف مالا عظيما فى جهات الخيرات رحمهالله.
ثم عزل ناظر الحرم ـ المذكور بالباجى الأمير بربكك وصل إلى مكة المشرفة ليلة الأحد السادس والعشرين من شعبان سنة ٨٥٤ ه ، وطاف وسعى وعاد إلى الزاهر ، ودخل صبح تلك الليلة من أعلى مكة ولاقى أكابر مكة وأعيانها ، ولبس الخلع السلطانية وقرأ مرسوم بالحطيم ، وهو مؤرخ بثانى