جاءتك في وفد الأحابش لا |
|
يرجون غيرك مكرم الوفد |
وافوك أنضاء تقلّبهم |
|
أيدي السّرى بالغور والنّجد |
كالطّيف يستقري مضاجعه |
|
أو كالحسام يسلّ من غمد |
يثنون بالحسنى التي سبقت |
|
من غير إنكار ولا جحد |
ويرون لحظك من وفادتهم |
|
فخرا على الأتراك والهند |
يا مستعينا جلّ في شرف |
|
عن رتبة المنصور والمهدي |
جازاك ربّك عن خليقته |
|
خير الجزاء فنعم ما يسدي |
وبقيت للدنيا وساكنها |
|
في عزّة أبدا وفي سعد (١) |
وأنشدته في سائر أيامه غير هاتين القصيدتين كثيرا ، لم يحضرني الآن شيء منه.
ثم غلب ابن مرزوق على هواه ، وانفرد بمخالطته ، وكبح الشكائم عن قربه ، فانقبضت ، وقصّرت الخطو ، مع البقاء على ما كنت فيه من كتابة سرّه ، وإنشاء مخاطباته ومراسمه.
ثم ولاني آخر الدولة خطّة المظالم ، فوفّيتها حقّها ، ودفعت للكثير مما أرجو ثوابه. ولم يزل ابن مرزوق آخذا في سعايته بي وبأمثالي من أهل الدّولة ، غيرة ومنافسة ،
__________________
(١) لابن زمرك : قصيدة رائية طويلة في وصف هذه الهدية. اقرأها في الاستقصا ٢ / ١٢٠.