الغرر والأوضاح ، (١) قال مشيرا إلى وجوهها الصّباح (٢) :
جلدة بين العين والأنف سالم (٣)
من كل عبل الشّوى ، (٤) مسابق للنجم إذا هوى ، سامي التّليل ، (٥) عريض ما تحت الشّليل ، (٦) ممسوحة أعطافه بمنديل النّسيم البليل.
من أحمر كالمدام ، تجلى على النّدام ، (٧) عقب الفدام ، (٨) أتحف لونه بالورد ، في زمن البرد ، وحيّي أفق محيّاه بكوكب السعد ، وتشوف الواصفون إلى عدّ محاسنه فأعيت على العدّ ، بحر يساجل البحر عند المدّ ، وريح تباري الرّيح عند الشّدّ ، (٩)
__________________
(١) جمع غرة : وهي البياض ؛ والوضح : البياض أيضا. ويكنى به في الفرس عن البرص ، والجمع أوضاح.
(٢) وجه صبيح : جميل ، والجمع صباح.
(٣) شطر بيت قاله عبد الله بن عمر لما لامه الناس في حب ابنه سالم ، وأوله :
يديرونني عن سالم وأريغهم* وجلدة الخ.
وجعله لمحبته بمنزلة جلدة بين عينه وأنفه. وفي الحديث : «لا تؤذوا عمارا ، فإنما عمار جلدة ما بين عينيّ».
وسالم هذا ، ويكنى أبا عمر ، وأبا المنذر ، من خيار الناس ، وفقهائهم. مات بالمدينة سنة ١٠٦. انظر المعارف لابن قتيبة ص ٩٣ طبع جوتنجن سنة ١٨٥٠ ولسان العرب (سلم) ١٥ / ١٩١ ، والرسالة العثمانية للجاحظ ورقة ١٠٧ ب (نسخة كوبريلي رقم ٨١٥).
(٤) شوى الفرس : قوائمه ؛ وعبل اشّوى : غليظ القوائم.
(٥) التليل : العنق.
(٦) الشليل : الحلس ، والكساء الذي يجعل تحت الرحل.
(٧) جمع نديم : وهو الشريب الذي ينادمك.
(٨) الفدام : الخرقة التي يضعها الساقي من الأعاجم ، والمجوس على فمه عند السقى. وكانت عادتهم ، إذا سقوا ، أن يفدّموا أفواههم. وفدام الإبريق ، والكوز : المصفاة التي توضع عليه.
(٩) الشّدّ : العدو.