مثالث العود ومثانيه ، (١) وعند إغراء الثقيل بثانية ، (٢) وإجابة صدى الغناء بين مغانيه ، المراود تشرع في الوشي ، أو العناكب تسرع في المشي ، وما المخبر بنيل الرّغائب ، أو قدوم الحبيب الغائب ، لا. بل إشارة البشير ، بكمّ المشير ، على العشير ، بأجلب للسرور ، من زائره المتلقّى بالبرور ، وأدعى للحبور ، من سفيره المبهج السفور ، فلم نر مثله من كتيبة كتاب تجنب (٣) الجرد ، تمرح في الأرسان ، (٤) وتتشوف مجالي ظهورها إلى عرائس الفرسان ، وتهزّ معاطف (٥) الارتياح ، من صهيلها الصراح ، بالنغمات الحسان ، إذا أوجست الصريخ نازعت أفناء الأعنّة ، وكاثرت بأسنّة آذانها مشرعة الأسنّة ، فإن ادّعى الظليم (٦) أشكالها فهو ظالم ، أو نازعها الظبي هواديها (٧) وأكفالها فهو هاذ أو حالم ، وإن سئل الأصمعي (٨) عن عيوب
__________________
(١) أوتار العود أربعة : أغلظها البم ، والذي يليه المثلث (بفتح الميم وتخفيف اللام على مثال مطلب) ، والذي يلي المثلث : المثنى (بوزن معنى) ، والجمع مثالث ومثاني. وانظر مفاتيح العلوم ص ١٣٧.
(٢) كذا في الأصول ؛ ولعل أصل القول : «الثقيل الأول بثانية». والثقيل الأول : إيقاع موسيقي تتوالى فيه ثلاث نقرات ثقيلة ؛ وفي الثقيل الثاني تتوالى نقرتان ثقيلتان ثم واحدة خفيفة. وانظر مفاتيح العلوم ص ١٤١.
(٣) من الجنب : وهو أن تجنب فرسا عريا عند الرهان إلى الفرس الذي تسابق عليه ، فإذا فتر المركوب ، تحولت إلى المجنوب. ويريد أن هذه الرسالة بمنزلة خيول احتياطية.
(٤) جمع رسن ؛ وهو الحبل يتخذ زماما للدابة وغيرها.
(٥) المعاطف : الأردية ؛ والعرب تضع الرداء موضع البهجة ، والحسن ، والبهاء ، والنعمة.
(٦) الظليم : فرس فضالة بن هند بن شريك الأسدي.
(٧) هوادي الخيل : أعناقها.
(٨) عبد الملك بن قريب ، اللغوي المشهور (١٢٢ ـ ٢١٦) ، على خلاف في المولد والوفاة. وابن الخطيب يشير إلى ما عرف عن الأصمعي من خبرته الواسعة بالخيل ؛ وله في ذلك مع أبي عبيدة معمّر بن المثنى قصّة طريفة. انظرها في ترجمة الأصمعي في وفيات ابن خلكان ١ / ٣٦٢.