والجرادة (١) ، وخوصاء (٢) والعرادة (٣) ، فكم بين الشاهد والغائب ، والفروض والرّغائب (٤) ، وفرق ما بين الأثر والعيان ، غنيّ عن البيان ، وشتّان بين الصريح والمشتبه ، ولله درّ القائل :
«خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به» (٥)
والناسخ (٦) يختلف به الحكم ، وشرّ الدواب عند التفضيل بين هذه الدّوابّ الصّمّ البكم ، (٧) إلا ما ركبه نبيّ ، أو كان له يوم الافتخار برهان خفيّ (٨) ومفضّل
__________________
(١) الجرادة : فرس لعبد الله بن شرحبيل الهلالي ، ولسلامة بن نهار بن أبي الأسود بن حمران بن عمرو بن الحارث السدوسي ، ولعبادة الأنصاري. مخصص ٦ / ١٩٦ ، ابن الكلبي ص ٩٣ ، ٧٤.
(٢) الخوصاء : فرس توبة بن الحمير ، وله فيها شعر. مخصص ٦ / ١٩٦ ، ابن الكلبي ص ٧٧.
(٣) العرادة (كسحابة) : فرس لكلحبة العرني ؛ وهو هبيرة بن عبد الله بن عبد مناف العرني ، ولآخرين. مخصص ٦ / ١٩٥ ، ابن الكلبي ص ٤٧ ، تاج (عرد) ، (كلحبة).
(٤) الرغائب : جمع رغيبة ، وهي الأمر المرغوب فيه. وفي الحديث لابن عمر لا تدع ركعتي الفجر ، فإن فيهما الرغائب ؛ أي ما يرغب فيه من الثواب العظيم. تاج (رغب) ، الدر الثمين شرح المورد المعين ٢ / ١٢.
(٥) صدر بيت للمتنبي من قصيدة يمدح بها سيف الدولة ؛ وعجزه عن شرح العكبري ٢ / ٦٨ طبع الشرفية سنة ١٣٠٨ ه :
(*) «.... في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل»
(٦) النسخ في مصطلح أهل أصول الفقه : إنهاء حكم شرعي ثبت بنص شرعي ، وإحلال حكم آخر بدله بنص شرعي جاء دليلا على انتهاء الحكم الأول والناسخ : هو النص الأخير الذي بمقتضاه يرتفع الحكم الأول ، ويلغي النص السابق. وانظر شرح تنقيح القرافي ص ١٣٢.
(٧) الاشارة إلى الآية ٢٢ من سورة الأنفال. ويريد : إن فضل خيولك هذه من الوضوح بحيث لا يخفى إلا على من كانت هذه حالته من تعطل آلات التمييز مع تملكها. وتلك هي حالة من وصفتهم الآية المشار إليها ، وما سبقها ، ولحقها من الآيات.
(٨) خفيّ : خاف مستور ، يريد لا فضل لقديم من الخيل على محدث منها ، إلا أن يجيء التفضيل من حيث إن نبيا من الأنبياء ركب فرسا ، فيفضل بهذا الاعتبار.