للعقل وعقيل ، (١) وخمائل ، كم فيها للبلابل ، من قال وقيل ، وخفيف يجاوز بثقيل ؛ وسنابل تحكي من فوق سوقها ، وقصب بسوقها ، الهمزات على الألفات ، والعصافير البديعة الصّفات ، فوق القضب المؤتلفات ، تميل لهبوب الصّبا والجنوب ، مالئة الجيوب ، بدرّ الحبوب ، وبطاح لا تعرف عين المحل ، (٢) فتطلبه بالذّحل ، (٣) ولا تصرف في خدمة بيض قباب الأزهار ، عند افتتاح السّوسن والبهار ، (٤) غير العبدان من سودان النّحل ، وبحر الفلاحة الذي لا يدرك ساحله ، ولا يبلغ الطّية (٥) البعيدة راحله ، إلى الوادي ، وسمر النّوادي ، (٦) وقرار دموع الغوادي ، (٧) للتّجاسر على تخطّيه ، عند تمطّيه ، (٨) الجسر العادي ، والوطن الذي ليس من عمرو ولا زيد ، والفرا الذي في جوفه كلّ صيد ، (٩) أقلّ كرسيّه خلافة الإسلام ، وأغار
__________________
(١) يوري بمالك وعقيل ابني فارج بن مالك ؛ نديمي جذيمة الأبرش ؛ ولهما مع عمرو بن عدى خبر تجد تفصيله في الشريشي ٢ / ٣ ـ ٥ ، وتاريخ الطبري ٢ / ٣٠ ـ ٣١.
(٢) المحل : الجدب ؛ وهو انقطاع المطر.
(٣) الذحل : الثأر.
(٤) البهار ـ عند أهل المغرب ـ : نبات طيب الريح ، له قضبان خضر ، في رؤوسها أقماع يخرج منها نور ينبسط منه ورق أبيض ، وفي وسط البياض دائرة صفراء من ورق صغير. وهذه هي الصفة التي أثبتها أهل المشرق للنرجس ، حيث قالوا : هو ياقوت أصفر بين در أبيض على زمرد أخضر. فالبهار عند أهل المغرب هو النرجس عند أهل المشرق. وانظر الشريشي ١ / ٤١ ـ ٤٥.
(٥) الطية : الناحية.
(٦) السمر : الحديث بالليل. والنادي : المجلس ، والجمع : نوادي.
(٧) الغادية : السحابة تنشأ فتمطر غدوة ، والجمع غوادي.
(٨) تمطيه : امتداده. وكنى به عن امتلاء النهر بالمياه أيام الشتاء.
(٩) الفرا : الحمار الوحشي ؛ وهو من أعظم ما يصطاده الناس ، وفي الكلام إشارة إلى المثل : «كل الصيد في جوف الفرا» الذي يضرب لما يفضل على غيره. ميداني ٢ / ٥٥.