طرق التّسيير ، (١) كما نفعل بين يدي الساعة عند المسير ، وسقط الشيخ الهرم من الدرج في البير ، ودفع المقاتل (٢) إلى الوبال (٣) الكبير :
لم لا ينال العلا أو يعقد التّاج |
|
والمشتري طالع والشّمس هيلاج (٤) |
والسّعد يركض في ميدانها مرحا |
|
جذلان والفلك الدّوّار هملاج (٥) |
كأن به ـ والله يهديه ـ قد انتقل من مهد التنويم ، إلى النهج القويم ، ومن أريكة الذراع ، إلى تصريف اليراع ، (٦) ومن كتد (٧) الدّاية ، (٨) إلى مقام الهداية ، والغاية المختطفة (٩) البداية ، جعل الله وقايته عليه عوذة ، (١٠) وقسم حسدته
__________________
(١) التسيير : أن ينظركم بين الهيلاج (دليل العمر) ، وبين السّعد أو النحس ، فيؤخذ لكلّ درجة سنة ؛ ويقال تصيبه السعادة أو النحس إلى كذا وكذا سنة. مفاتيح العلوم ص ٢٣١.
(٢) في مباهج الفكر ١ / ٢٩ (نسخة كوبريلي) :
«وأهل المغرب يسمون زحل مقاتلا ، والمريخ الأحمر ، وعطارد الكاتب».
(٣) الوبال : هو البرج المقابل لبيت الكوكب ؛ وهو البرج السابع من كل بيت ، ويسمى نظيره ، ومقابله ؛ وذلك أن يكون بينهما سنة بروج ، وهي نصف الفلك. الطوسي ، الفصل ١٧.
(٤) الهيلاج : دليل العمر ؛ والهياليج خمسة : الشمس ، والقمر ، والطالع ، وسهم السعادة ، وجزء الاجتماع والاستقبال. وإنما كانت أدلة العمر لأنها تسيّر إلى السعود والنحوس. (انظر الحاشية رقم ٦). مفاتيح العلوم ص ٢٣٠ ـ ٢٣١.
(٥) الهملاج : المركب الحسن السير ، والمسرع. يقول : لم لا ينال العلا ، وقد اتخذ الفلك مركبا له.
(٦) يعني بأريكة الذراع عهد الطفولة. واليراع : القصب ؛ ويريد : الأقلام.
(٧) الكتد : مجمع الكتفين من الإنسان ، وكاهله.
(٨) الداية : الظئر.
(٩) يريد أن سيبلغ الغاية في الفضل في الزمن القصير.
(١٠) العوذة : ما يعلق على الإنسان ليقيه من العين ونحوها.