حيث الحمى للعزّ في ساحاته |
|
ظلّ أفاءته الوشيج الذّبّل (١) |
حيث الكرام ينوب عن نار القرى |
|
عرف الكباء بحيّهم والمندل) (٢) |
حيث الرّماح يكاد يورق عودها |
|
ممّا تعلّ من الدماء وتنهل |
حيث الجياد أملّهنّ بنو الوغى |
|
ممّا أطالوا في المغار وأوغلوا |
حيث الوجوه الغرّ قنّعها الحيا |
|
والبشر في صفحاتها يتهلّل |
حيث الملوك الصّيد والنّفر الألى |
|
عزّ الجوار لديهم والمنزل |
من شيعة المهدي بل من شيعة التّوحيد (٣) جاء به الكتاب يفصّل
بل شيعة الرحمن ألقى حبّهم |
|
في خلقه فسموا بذاك وفضّلوا |
شادوا على التّقوى مباني عزّهم |
|
لله ما شادوا بذاك وأثّلوا |
__________________
(١) الوشيج : أصلب القنا. والذبل ، جمع ذابل ؛ وهو القنا الدقيق اللاصق القشر ؛ وذلك أمتن ما يكون.
(٢) الكباء : المتبخر به كالمندل.
(٣) يريد مهدي الموحدين ؛ وهو محمد بن تومرت ، مؤسس الدولة الموحدية بالمغرب. انظر ترجمته في المعجب للمراكشي ١١٥ ـ ١٢٥ ، الوفيات ٢ / ٤١ ، طبقات الشافعية ٤ / ٧١ ، ٥ / ٧٠ ، العبر ٦ / ٢٢٥.
وقد جعل أصل دعوته نفي التجسيم الذي آل إليه مذهب أهل المغرب حيث تركوا التأويل في المتشابه من النصوص الشرعية ؛ وسمى دعوته دعوة أهل التوحيد ، وأتباعه بالموحدين. وانظر العبر ٦ / ٢٦٦.