مهلهل ابن قاسم أنظارهم وأقتالهم. (١) ثم رجعت إلى وصف العرب وأحيائهم :
عجب الأنام لشأنهم بادون قد |
|
قذفت بحيّهم المطيّ الذلّل |
رفعوا القباب على العماد وعندها |
|
الجرد السّلاهب (٢) والرّماح العسّل(٣) |
في كلّ ظامي التّرب متّقد الحصى |
|
تهوي للجّته الظّماء فتنهل |
جنّ شرابهم السّراب ورزقهم |
|
رمح يروح به الكميّ ومنصل |
حيّ حلول بالعراء ودونهم |
|
قذف النوى (٤) إن يظعنوا أو يقبلوا |
كانوا يروعون الملوك بما بدوا |
|
وغدت ترفّه بالنعيم وتخضل |
فبدوت لا تلوي على دعة ولا |
|
تأوي إلى ظلل القصور تهدّل |
طورا يصافحك الهجير وتارة |
|
فيه بخفّاق البنود تظلّل |
وإذا تعاطي ضمّرا يوم الوغى |
|
كأس النّجيع فبالصّهيل تعلّل |
__________________
(١) جمع نظر ؛ كمثل وزنا ومعنى. والأقتال ؛ جمع قتل (بكسر القاف) ؛ وهو القرن في القتال وغيره.
(٢) السلاهب ، جمع سلهب : وهو الطويل العظيم من الخيل.
(٣) رمح عاسل : لدن مضطرب ؛ والجمع عسّل.
(٤) نية قذف (بضمتين) : بعيدة. والنوى ، والنية : الوجه ينويه المسافر من قرب أو بعد. وهي مؤنثة.
وهذا التفسير أنسب من الذي مرّ في سابقا.