والله ما أسرفت فيما قلته |
|
شيئا ولا الإسراف مما يجمل |
ولأنت أرسخ في المعارف رتبة |
|
من أن يموّه عنده متطفّل |
فملاك كلّ فضيلة وحقيقة |
|
بيديك تعرف وضعها إن بدّلوا |
والحقّ عندك في الأمور مقدّم |
|
أبدا فماذا يدّعيه المبطل |
والله أعطاك التي لا فوقها |
|
فاحكم بما ترضى فأنت الأعدل |
أبقاك ربّك للعباد تربّهم |
|
فالله يخلقهم ورعيك يكفل |
وكنت لما انصرفت عنه من معسكره على سوسة (١) إلى تونس ، بلغني ـ وأنا مقيم بها ـ أنّه أصابه في طريقه مرض ، وعقبه إبلال ، فخاطبته بهذه القصيدة :
ضحكت وجوه الدّهر بعد عبوس |
|
وتجلّلتنا رحمة من بوس |
وتوضّحت غرر البشائر بعد ما |
|
انبهمت (٢) فأطلعا حداة العيس(٣) |
صدعوا بها ليل الهموم كأنّما |
|
صدعوا الظلام بجذوة المقبوس |
__________________
(١) تقدم تحديد «سوسة».
(٢) سبق القول فيما في استعمال كلمة «انبهم».
(٣) جمع أعيسن أو عيساء ؛ وهي التي في لونها أدمة.