ثناء يقول المسك إن ضاع عرفه |
|
أيا لك من ندّ أما لك من ندّ (١) |
وما الماء في جوف السّحاب مروّقا |
|
بأطهر ذاتا منك في كنف بالمهد (٢) |
فكيف وقد حلّتك أسرابها الحلى |
|
وباهت بك الأعلام بالعلم الفرد |
وما الطّلّ في ثغر من الدّهر باسم |
|
بأصفى وأذكى من ثنائي ومن ودّي |
ولا البدر معصوبا بتاج تمامه |
|
بأبهر من ودّي وأسير من حمدي |
بقيت ابن خلدون إمام هداية |
|
ولا زلت من دنياك في جنّة الخلد |
ووصلها بقوله : سيدي علم الأعلام ، كبير رؤساء الإسلام ، مشرف حملة السيوف والأقلام ، جمال الخواصّ والظّهراء ، أثير الدول ، خالصة الملوك ، مجتبى الخلفاء ، نيّر أفق العلاء ، أوحد الفضلاء ، قدوة العلماء ، حجّة البلغاء.
أبقاكم الله بقاء جميلا يعقد لواء الفخر ، ويعلي منار الفضل ، ويرفع عماد المجد ، ويوضح معالم السّؤدد ، ويرسل أشعّة السّعادة ، ويفيض أنوار الهداية ، ويطلق ألسنة المحامد ، وينشر أفق المعارف ، ويعذب موارد العناية ويمتع بعمر النّهاية ولا نهاية.
بأيّ التّحيات أفاتحك وقدرك أعلى ، ومطلع فضلك أوضح وأجلى ، إن قلت تحية
__________________
(١) النّد (بالفتح) : الطيب ؛ والند (بالكسر) : المثل.
(٢) الماء المروّق : الصافي.