للحق ، ولا يعطي النّصفة من نفسه ، فسعوا عند السّلطان في ولاية شخص من المالكية يعرف بجمال الدين البساطي (١) ، بذل في ذلك لسعاة داخلوه ، قطعة من ماله ، ووجوها من الأغراض في قضائه. قاتل الله جميعهم ، فخلعوا عليه أواخر رجب ، سنة أربع وثمانمائة. ثم راجع السّلطان بصيرته ، انتقد رأيه ، ورجع إليّ الوظيفة خاتم سنة أربع ، فأجريت الحال على ما كان. وبقي الأمر كذلك سنة وبعض الأخرى. وأعادوا البساطي إلى ما كان ، وبما كان ، وعلى ما كان ، وخلعوا عليه سادس ربيع الأول سنة ست (٢) ، ثم أعادوني عاشر شعبان سنة سبع (٣) ، ثم أدالوا به منّي أواخر ذي القعدة (٤) من السنة وبيد الله تصاريف الأمور.
(تم الكتاب والحمد لله)
__________________
(١) يوسف بن خالد بن نعيم بن نعيم بن محمد بن حسن بن علي بن محمد بن علي ، جمال الدين. له ترجمة في «رفع الإصر» ٢٧٨ أ(نسخة دار الكتب).
(٢) انظر «عقد الجمان» للعيني ، في حوادث سنة ٨٠٦ لوحة ١٩٨.
(٣) في صبح الأعشى ١١ / ١٨٩ نص «التقليد» الذي تولى به البساطي القضاء بعد ابن خلدون ، وهو مما يحسن الاطلاع عليه. وانظر «عقد الجمان» للعيني لوحة ٢١٥.
(٤) الذي في «عقد الجمان» للعيني لوحة ٢١٦ في حوادث سنة ٨٠٧ ، أن الذي خلف ابن خلدون هو جمال الدين الأقفهسي. ولعل ابن خلدون أعرف بمن ولي بدله.