المشكلات التي تواجه الإداريين هناك ، وكانت الدولة ترى أن خدم الأضرحة هم المسؤولون عن فقدان تلك الهدايا ، وبخلاف فعاليات الترميم التي بدأتها الدولة العثمانية في ١٨٤٠ م و ١٨٥٠ م كثّفت جهودها كي لا يسيء الخدم استعمال وظائفهم ، ولتأمين الحفاظ على الهدايا القيمة التي تفد إلى الأضرحة ، ولهذا ذهب مدير أوقاف بغداد إلى كربلاء لبحث هذا الموضوع (١) ، وكان يتم فحص وتسجيل تلك الهدايا والأشياء الواردة إلى الأضرحة قبل نظارة الأوقاف ولكن بعد ذلك حملت نظارة الأوقاف هذه المسؤولية وأعطتها أهمية بالغة (٢).
وقد تلقت الدولة العثمانية أخبارا من سفيرها في طهران بأن شاه إيران أرسل لضريح الإمام الحسين عام ١٨٥٠ م سيفا ذهبيّا وبعض الهدايا القيمة الأخرى ، وأرسلت الدولة أمرا لوالي بغداد بضرورة البحث والتحرّي عن هذا الموضوع (٣).
ويحتمل ان يكون هذا الخبر الوارد من إيران هو السبب في قيام النظارات بالتفتيش الهام الذي حدث عام ١٨٥٠ م ، وفي فترة نظارة الأوقاف فحصت محتويات الأضرحة بطريقة منظمة في فترات قصيرة ، إلا أن التعداد الناقص الذي لم يتغير كان هو المشكلة الأساسية ، فكانت الهدايا تقبل في خارج الأضرحة وتعدّ داخلها ، وكان إدخال خدم الأضرحة كل الهدايا أمرا مشكوكا فيه ، وقد اقترح قائمقام كربلاء تسجيل تلك الهدايا في دفاتر قبل إدخالها الضريح (٤) ، كما كانت هناك مخاوف أخرى من تبديل خدام الأضرحة لتلك الهدايا بهدايا مزيفة تشبهها ، الأمر الذي جعل نظارة الداخلية تأخذ إجراء آخر لضمان عدم حدوث ذلك ،
__________________
(١) BOA ,HR.MKT ٩٢ / ٩٦ , (٧١ Ra ٦٦٢١).
(٢) BOA, Evkaf Nezareti ـ Haremeyn Muhasebeciligi) EV. HMH (٧١٠٩.
(٣) BOA ,A.MKT.UM ٩٤ / ٥٢ , (٦١ R ٧٦٢١).
(٤) BOA ,I.Dh ٩٠٤٤١ ,Lef : ٢.