البغدادي حامل مفتاح ضريح الإمام العباس في ١٠ نوفمبر ١٨٦٢ م لشغله تلك الوظيفة ولإخلاصه للدولة وقيامه بالعديد من الخدمات في مجال تحسين العلاقات العثمانية الإيرانية (١) ويفهم أن الدولة العثمانية كانت تقدرهم وتعتبرهم من رجال السياسة الذين لا يحملون وظيفة سياسية.
وقد جرت العادة بأن يقدم كل من يرغب شغل منصب حامل مفتاح الضريح مساعدات للضريح بقدر احترامه وتقديره له (٢) ، حتى إنه في بعض العهود صار التعيين في هذا المنصب على حسب المساعدات المقدمة للضريح ، وفي بعض الأحيان لم تراقب تلك المساعدات كما ينبغي ، ومن ذلك على سبيل المثال : في سنة ١٨٥٧ م وضع في الحسبان تعيين حسين أفندي لشغل منصب حامل مفتاح الضريح بعد السيد محمد سعيد أفندى ، ولكن لما توفي سعيد أفندي سنة ١٨٧٠ م عين مكانه محمد صالح (٣) ، وأدى هذا الأمر إلى خلق جو من النزاع بين الأشخاص والجماعات ، فبعض الأشخاص الذين كانوا يريدون تولي هذا المنصب كانوا يظهرون أنفسهم على أنهم دفعوا الأموال في حين أنهم لم يدفعوا شيئا ، وعلى سبيل المثال فإن شخصا من الراغبين في شغل منصب حامل مفتاح ضريح الإمام العباس قد أرسل تلغرافا مزيفا عليه توقيع الحاج محسن (٤) ، ومن الأمثلة المطروحة يلاحظ أن أكثر الانحرافات كانت تتم أثناء تعيين في منصب حامل مفتاح ضريح الإمام العباس ، لأن منصب حامل مفتاح ضريح الإمام العباس كان هو المنصب الوحيد الذي استمر عليه الخلاف بين الشيعة العرب والإيرانيين بالرغم من إحكام الدولة العثمانية قبضتها على الأضرحة بعد تولي نجيب باشا ولاية بغداد.
__________________
(١) BOA ,A.MKT.MHM ٦٤٢ / ٠٢ , (٧١ Ca ٩٧٢١).
(٢) BOA ,Ayniyat Defteri ١٥٨ ,s.٦٨.
(٣) BOA, A. AMD ٠٨ / ١٨, ٣٧٢١; BOA, Ayniyat Defteri ٩٤٨, s. ٦٨,) ٤ R ٧٨٢١ (.
(٤) BOA ,Ayniyat Defteri ٩٤٨ ,s.٠٨١ , (٤١ R ٢٩٢١).