سكنت عشائر كعب في منطقة المحمرة وما حولها من الأراضي التابعة لبغداد ، ولأنها كانت دائمة التمرد ضد الدولة العثمانية استفادت إيران من هذا الوضع وبدأت تساعدهم في تمردهم ضد الدولة العثمانية ، واستمر ذلك الوضع حتى نهاية عهد داود باشا ، أما علي رضا باشا فبالرغم من أنهم كانوا يساندونه في البداية لوقوفه ضد داود باشا إلا أنهم تمردوا عليه بعد ذلك ، بل وفكروا في الاستيلاء على البصرة ، ولهذا توجه علي رضا باشا إلى المحمرة لتأديب تلك العشائر الباغية ، فهدم قلاعهم واستولى على مدينتهم ، وفرّ مشايخهم هاربين إلى إيران ، ولما أعطوا الضمانات للسفير الإيراني ادعى أن المنطقة تابعة لإيران وليست للدولة العثمانية ، وكانت تلك الحادثة سببا في توتر جديد للعلاقات بين الدولتين.
ومن الأسباب التي دعت إلى توتر العلاقات العثمانية الإيرانية مرة أخرى عزل محمود باشا من ولاية السليمانية عام ١٨٤٢ م ولجوءه إلى إيران ، وبالرغم من أن الشاه محمد طلب من الدولة العثمانية أن تعفو عنه ، إلا أنها تملصت من هذا المطلب وعلى هذا اضطر محمد شاه للتدخل في شؤون والي أردلان الذي كان يشكو من العثمانيين ، كما أن المخططات التي أعدها والي بغداد للسيطرة على الأماكن المقدسة والشيعة الموجودين في كربلاء جعلته يضطر للاستعداد للحرب ، وكلّف بهمان ميرزا بمهمة الاستعداد لها (١).
وقد كانت الأسباب التي ذكرناها آنفا والتي دعت إلى توتر العلاقات بين الدولة العثمانية وإيران في بدايات القرن التاسع عشر سببا في ظهور مشكلة أو حادثة كربلاء.
__________________
(١) Dervis Pasa, Tahdid ـ i Hudud ـ i Iraniyye, Istanbul ٧٨٢١, s. ٦ ـ ٩. Seyahatname ـ i Hudud, s. ٣٢; El ـ Bustani, a. g. t., s. ٠٨٢.