بعد فترة أعيد قربي لمنصبه مجددا عندما دعت الحاجة إلى ذلك ، وبقي في هذا المنصب حتى عام ١٨٦٢ م (١).
أما آخر وضع يتعلق بالموضوع في الفترة التي ندرسها تم التباحث فيه في الاجتماع الذي تمّ بين إداريي بغداد والممثل الإيراني في ٢٩ أغسطس ١٨٧١ م ، حيث تمّ التباحث في عدة أمور تتعلق بالإيرانيين الذين يعيشون في بغداد مثل أوضاع الزواج والطلاق والتبعية والأملاك والجنايات والجنح وتجنيد الإيرانيين وغيرها ، وتمّ تقييم تلك الموضوعات كلها ، وسعي إلى توضيح مسألة كيفية التعامل مع الدعاوي الخاصة بالأملاك في المادة الخامسة من تلك المباحثات ، ففي الفترات السابقة كان موظفو الدولة العليّة هم الذين ينظرون في الدعاوى الإيرانية ، ولكن طالب الإيرانيون في المباحثات بأن تكون لهم صلاحيات للنظر في تلك الدعاوي ، وقرر ممثلو الدولتين أن ينظر الإداريون العثمانيون في دعاوى الإيرانيين الموجودين في كربلاء ، وفي مقابل ذلك يكون هناك مراقبون من الجانب الإيراني (٢) ، وكما ذكرنا آنفا فهناك اعتقادات بأن دم الإمام الحسين وأقاربه اختلط بتراب ومياه كربلاء ، فإن كل المسلمين وعلى رأسهم الشيعة يؤمنون بأنه تراب مبارك وفيه شفاء ، ولذا يرغب معظم الشيعة في أن يدفنوا في هذا التراب ، لذا جلبت جنازات الأثرياء من شيعة إيران والهند والأماكن الأخرى لدفنها إلى كربلاء (٣) ، وبالرغم من أن هذه أمنية كل شيعي إلا أنه ليس في مقدور كل شخص تحمّل نفقات نقل الجنازة وعلى رأسها أجرة القبر الباهظة الثمن.
ولهذا كانت أكثر الطلبات تأتي من الأثرياء ، وفي حالة عدم تحمّل
__________________
(١) Develet Salnamesi ٩٧٢١ ,s.٣٨.
(٢) BOA ,A.DVN.NMH ٠٢ / ٥ ,٢١ C ٨٨٢١.
(٣) Ilhan ,a.g.m.,s.٠٥.