كما أن أهالي كربلاء كانوا دائما هدفا لتحريض إيران ، وكان عاملا آخر لضرورة السيطرة على المنطقة والتحكم فيها.
وقد أرسلت القوات العسكرية من بغداد إلى كربلاء بعد الأحداث التي وقعت في كربلاء عام ١٨٤٣ م ، وظلت تلك القوات فترة طويلة هناك ، وبلغ مجموع الرواتب الشهرية لجنود المشاة والمدفعية الموجودين في كربلاء ١٢٠٩٠ قرشا (١) ، وعلى هذا كان الوجود العسكري العثماني في كربلاء يعلن عن نفسه حتى قبل تأسيس جيش العراق والحجاز ، وتصادفنا أول معلومات عن مصروفات الجنود الموجودين في كربلاء في تلك الفترة مع عامي ١٨٤٤ ـ ١٨٤٥ م (٢).
وقد تواكبت اضطرابات العلاقات مع إيران أثناء حادثة كربلاء وبعدها مع زيادة المساعي في المجال العسكري ، ولهذا تمّ البدء في ترميم معسكر الجند الموجود بكربلاء عام ١٨٥٠ م ، ووضع المشير نامق باشا الخطط المتعلقة بالترميم ، وثبت أن عملية الترميم ستتكلف تقريبا ٦١١ ، ٢٧ قرشا ، وأحال الموضوع لمجلس الوزراء (٣) ، وقد وافق المجلس على عملية الترميم شريطة أن تستخدم الأموال بعناية ، وفي حالة زيادة المصاريف عن الرقم المذكور ، فإنهم لن يستطيعوا تحملها ، وتم البدء في الترميم بعد صدور إرادة من السلطان بذلك (٤) ، وقد عرض نفس المعسكر على جدول الأعمال مرة أخرى عام ١٨٦٠ م بهدف ترميمه ، ولكن في هذه المرة تخطط أن تتم عملية الترميم بما يقرب من مئة ألف قرش (٥).
__________________
(١) BOA ,ML.MSF ٢٧٨٥ ,٦٢.٦.٠٦٢١ ـ ٢.١.١٦٢١.
(٢) BOA ,ML.MSF ٥٠٤٥ ,٠٦٢١.
(٣) BOA ,I.MV ,٥٩٦٤ ,٥ Ra ٦٦٢١.
(٤) BOA ,A.MKT.MVL ٤٢ / ٣٦ ,٤١.٤.٦٦٢١.
(٥) BOA ,I.MV ,٤٢٤٩١ ,٥١ R ٧٧٢١.