تصدرها كربلاء فهي التمر والذرة والعسل الأسود وبعض الفواكه والمنتجات الأخرى ويصدر منها إلى كل النواحي وخاصة الهند ، أما البضائع التي تستورد من الخارج فهي القماش والصوف والتوابل والأعشاب الطبية والسكر والشاي والقهوة والسجاد (١).
ولم يفقد المحصول الموجود بالمنطقة أهميته من ناحية سدّ احتياجات الأهالي بالرغم من عدم التمكن من زراعة المنطقة كما ينبغي ؛ لعدم القدرة على استخدام نهر الفرات في الري بشكل كاف ، وكانت الأراضي في كربلاء تزرع على شكل مقاطعات ، وكان أساس عقد إيجار الأراضي مبنيّا على تأجير الأراضي لأي شخص يدفع بدل الإيجار مقابل الأعشار التي سيقوم بجمعها من الأهالي ، وقد أدى هذا الوضع إلى سوء استعمال الإداريين والملتزمين لمقاطعاتهم وإلى ظهور مصادمات بين الأهالي والعشائر لعدم التمكن من تقسيم الأراضي بينهم ، ومن ذلك ما عرفناه من إحدى الوثائق التي قمنا بدراستها والتي تثبت أن رشيد بك الذي كان ملتزما على ناحية هندية من شهر سبتمبر عام ١٨٥٦ م حتى أغسطس ١٨٥٧ م اختلس بعضا من أموال تلك المقاطعات ، وتم تشكيل لجنة لمراجعة تلك الأموال وتم إعادتها كلها (٢) ، كما تم عزل يعقوب أفندي قائمقام النجف وكربلاء من وظيفته لما عرف أنه اختلس أموالا لنفسه من بدل المقاطعات (٣).
وها هي أهم المقاطعات الموجودة في كربلاء : مقاطعة حواص وطهماسية والمسيّب والإسكندرية (٤) ومقاطعات قناة الحسينية وتاجية وخراسان ومخروط وشهربان وبلاد روزين ، وكانت تلك المقاطعات تمنح
__________________
(١) Salname ـ i Vilayet ـ i Bagdad ٠٠٣١ ,s.٦٦١.
(٢) BOA ,A.MKT.MVL ٣٠١ / ٥٦.
(٣) BOA ,A.MKT.MVL ٣٠١ / ٩٥.
(٤) Seyahatname ـ i Hudud ,s.٧٣١ ,٨٣١ ,٣٥١ ,٤٥١.