الأموال المحصلة من الإيرانيين الذين يجلبون موتاهم من إيران لدفنهم في كربلاء أو النجف من الموضوعات المثيرة للنزاع بين الدولة العثمانية وإيران لسنوات طوال.
أما رسوم الجمرك فكانت عبارة عن ضريبة تحصل من الزوار القادمين إلى كربلاء عن كل الأشياء التي يجلبونها معهم بغرض التجارة باستثناء الأغراض الشخصية ، وكانت تلك الضريبة تطبق في كل الولايات العثمانية ، إلا أن الإيرانيين كانوا يشكون من ارتفاع قيمتها ، هذا بالإضافة إلى «رسوم الدفن» المحصلة من الذين يجلبون موتاهم إلى كربلاء لدفنها هناك ، وكانت هذه الضريبة خاصة بكربلاء فقط ، وكانت تسمى «سلامة اقجه سى» (١) ، وبالرغم من إلغاء تلك الضريبة في عهد والي بغداد علي رضا باشا إلا أنه وردت شكاوى بعد ذلك من إيران لتحصيلها في بعض الأماكن في السنوات التالية لإلغائها ، وطبقا للقرار المتخذ في مجلس الوكلاء في ١٠ ديسمبر ١٨٥٣ م وضع موقف الأراضي التي يدفن بها الإيرانيون موضع البحث ، وتقرر أن يكون الحد الأقصى للمبلغ المحصل ٣٠٠٠ قرش إذا تمّ الدفن في ساحات المدارس الكبرى أو في الأراضي المحيطة بها ، أما إذا كان مكان الدفن خارج البلدة أو في المكان الذي خصصته البلدية فإنه يحصل حينئذ أجرة الحفر فقط ، ولن يحصل مبلغ ٢٥٠٠٠ قرش الذي كانت تحصل قبل ذلك (٢).
وكان يحصل من الأهالي الشيعة والإيرانيين الذين يعيشون في كربلاء أيضا ضريبة أخرى باسم «يومية الدكاكين» ، وكانت تلك الضريبة
__________________
(١) el ـ Bustani ,a.g.t.,s.٩٧١.
(٢) M. Riza Nasiri, Nasireddin Sah Zamaninda Osmanli ـ Iran Munasebetleri) ٨٤٨١ ـ ٧٩٨١ (,) Yayimlanmamis Doktora Tezi (, Istanbul Universitesi Edebiyat Fakultesi., Istanbul ٧٩٩١, s. ١٣١.