وحضر ، والحضر هم الأهالي الذين يعيشون في الأدوية والواحات المحاطة بالصحراء ويعيشون في المدن والقصبات المؤسسة على ضفاف القنوات ويشتغلون عادة بالزراعة والتجارة ، ولأن هؤلاء الحضر في أصلهم بدو قادمون من الصحراء لهذا اعتادوا على الذهاب إلى الصحاري التي تخضر بعد هطول المطر ، وينصبون الخيام ويعيشون هناك فترة من الوقت يتنفسون فيها الهواء النظيف النقي (١).
أما البدو فهم العشائر العربية الرحل الذين يتجولون في الصحاري ويشتغل معظمهم برعي الإبل والأغنام (٢) ، ويرى ابن خلدون أن البدو أقرب من الحضر للصفات الحميدة وقبول الخير (٣) ، هذا بالإضافة إلى وجود خصلة أخرى للبدو وهي الكرم وحسن الضيافة (٤) ، ونظرا لأن البدو يعيشون في مدن وأماكن بعيدة عن بعضها البعض لذا يتّسمون بطبيعة صلبة وفظة ، ولأنهم يعيشون في نطاق قبلي ضيق توجد مراقبة اجتماعية حيث يعرف بعضهم البعض معرفة جيدة ؛ وهذا ما دعا إلى قلة الفساد الأخلاقي لديهم بالنسبة للحضر ، ويذكر ابن خلدون أيضا أن البدو احتياجاتهم قليلة وبالتالي فإن حرصهم على توفير المتطلبات أقل من الحضر (٥) ، فالبدو يوفرون حاجاتهم بالقدر الذي يعينهم على الحياة
__________________
(١) Kursun ,a.g.e.,s.١١.
ويوضح ابن خلدون أنه من الطبيعي الضروري أن يعيش المرء فترات في البادية وفي القرى والمدن.
Ibn Haldun, Mukaddime, MEB,) cev. Zakir Kadiri Ugan (, Istanbul ٧٩٩١, I, ٣٠٣ ـ ٤٠٣.
(٢) Kursun ,a.g.e.,s.١١.
(٣) Ibn Haldun ,a.g.e.,s.٠١٣.
(٤) Kursun ,a.g.e.,s.٢١.
(٥) Ibn Haldun, a. g. e., s. ٩٠٣ ـ ٠١٣; Mustafa Fayda," Bedevi", DIA, Istanbul ٢٩٩١, V ٤١٣.