وروى فيه (١) ، عن أبي هريرة أيضا ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه ، ولا يقل : قبّح الله وجهك ، ووجه من أشبه وجهك ، فإنّ الله خلق آدم على صورته ».
فهذه الأخبار قد أثبتت لله صورة مثل صورة الإنسان ، وشبّهته بخلقه ، وهو تجسيم وكفر ولا يمكن تأويلها ، فقبّح الله وجه من زوّرها! وكم لهم مثلها!
روى البخاري في تفسير سورة ( ن * وَالْقَلَمِ ) ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « يكشف ربّنا عن ساقه ، فيسجد له كلّ مؤمن ومؤمنة » (٢).
وروى أيضا في تفسير سورة الزمر : « إنّ حبرا جاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا محمّد! إنّا نجد أنّ الله يجعل السموات على إصبع ، والأرضين على إصبع ، والشجر [ على إصبع ] ، والماء [ والثرى ] على إصبع ، وسائر الخلائق على إصبع ، فيقول : أنا الملك.
فضحك النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ، ثمّ قرأ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) (٣) » (٤).
__________________
(١) مسند أحمد ٢ / ٢٥١ و ٤٣٤. منه قدسسره.
وانظر : مصنّف عبد الرزّاق ٩ / ٤٤٥ ح ١٧٩٥٢ ، مسند الحميدي ٢ / ٤٧٦ ح ١١٢٠ ، الأدب المفرد : ٦٧ ح ١٧٣ ، السنّة ـ لابن أبي عاصم ـ : ٢٢٩ ـ ٢٣٠ ح ٥١٩ و ٥٢٠ ، التوحيد ـ لابن خزيمة ـ : ٣٦ ، الشريعة ـ للآجري ـ : ٣١٩ ح ٧٣٧ ، الأسماء والصفات ـ للبيهقي ـ ٢ / ١٧.
(٢) صحيح البخاري ٦ / ٢٧٩ ح ٤١٢ ، وانظر : مسند أبي عوانة ١ / ١٤٦ ح ٤٣٣ ، مصابيح السنّة ٣ / ٥٢٩ ح ٤٢٩٤ ، مشكاة المصابيح ٣ / ٢٠٠ ح ٥٥٤٢ وقال : « متّفق عليه ».
(٣) سورة الأنعام ٦ : ٩١.
(٤) صحيح البخاري ٦ / ٢٢٥ ح ٣٠٦.