بين العباد ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار ، هو آخر أهل النار دخولا إلى الجنّة ، فيقول : أي ربّ! اصرف وجهي عن النار؟ فيدعو بما يشاء أن يدعوه ، ثمّ يقول الله : هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسألني غيره.
فيقول : لا وعزّتك ، لا أسألك غيره ؛ ويعطي ربّه من عهود ومواثيق ما شاء ، فيصرف الله وجهه عن النار ».
ثمّ ذكر ما حاصله : « إنّه يسأل أيضا القرب من الجنّة ، فيقول الله : ما أغدرك! فيدعو الله ويعطيه المواثيق أن لا يسأله غيره ، فيقدّمه إلى باب الجنّة ، ثمّ يقول : أي ربّ! أدخلني الجنّة؟
فيقول الله : ألست قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل غير ما أعطيت. ويقول : يابن آدم! ما أغدرك!
فلا يزال يدعو حتّى يضحك الله منه ، فإذا ضحك منه قال له : ادخل الجنّة » (١).
وروى مسلم نحوه في باب رؤية المؤمنين في الآخرة لربّهم ، من كتاب الإيمان ، وقال فيه : « فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول : أنا ربّكم.
فيقولون : نعوذ بالله منك ، هذا مكاننا حتّى يأتينا ربّنا ، فإذا جاء ربّنا عرفناه ؛ فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون » (٢).
__________________
(١) صحيح البخاري ٩ / ٢٢٨ ـ ٢٣١ ح ٦٥ ، وانظر : ج ٢ / ٢ ـ ٤ ح ١٩٣ وج ٨ / ٢١١ ـ ٢١٤ ح ١٥٦.
(٢) صحيح مسلم ١ / ١١٣ ، وانظر : مسند أحمد ١ / ٣٩١ ـ ٣٩٢ و ٤١٠ ـ ٤١١ وج ٢ / ٢٩٣ ـ ٢٩٤ ، المعجم الكبير ١٠ / ٩ ـ ١٠ ح ٩٧٧٥ ، السنّة ـ لابن أبي عاصم _ :