ولعمري لو فتحنا باب تلك التأويلات السوفسطائية ، لا سيّما مع مخالفتها للأخبار ، لما كانت آية حجّة على أمر ألبتّة ، بل لم يثبت بكلمة الشهادة إسلام أحد!
وذلك غير خفيّ على القوم ، ولكنّ البغض والعداوة داء لا دواء له!
فيا هل ترى لو نزلت هذه الآية في حقّ أبي بكر أو عمر أكانوا يجرون فيها هذه التأويلات ، أو يجعلونها أدلّ النصوص على الإمامة؟!
وأنت تعلم أنّهم يزعمون أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر أبا بكر بالصلاة في الناس (١) ، ومن مذهبهم جواز إمامة الفاسق في الصلاة (٢) ، ومع ذلك قالوا إنّه دليل على إمامته!! فيا بعد ما بين المقامين ، ولا أمر كأمر أبي بكر وأبي حسن وحسين!!
ثمّ إنّ الفائدة في التعبير عن أمير المؤمنين عليهالسلام ـ وهو فرد ـ بصيغة الجمع ، هي تعظيمه (٣) ، والإشارة إلى أنّه بمنزلة جميع المؤمنين المصلّين المزكّين ؛ لأنّه عميدهم ، ومن أقوى الأسباب في إيمانهم ومبرّاتهم ، كما أشار إلى ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله يوم الخندق : « برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه » (٤).
__________________
٦ / ١٤٣ ـ ١٤٤ ، تفسير الدرّ المنثور ٣ / ١٠٤ و ١٠٥ ، روح المعاني ٦ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥.
(١) سيأتي تفصيله في محلّه من الجزء السابع من هذا الكتاب.
(٢) انظر الصفحة ٢٠٦ ه ٢ من هذا الجزء.
(٣) انظر : تفسير الفخر الرازي ١٢ / ٣٠ ، مجمع البيان ٣ / ٣٤٨.
(٤) انظر : شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٦١ و ٢٨٥ ، حياة الحيوان الكبرى ـ للدميري ـ ١ / ٢٧٤ ، ينابيع المودّة ١ / ٢٨١ ح ٢ و ٢٨٤ ح ٧ ، مناقب آل أبي طالب ٣ / ١٦١ ، الطرائف : ١٦.