ويوم الدوح دوح غدير خمّ |
|
أبان له الولاية لو أطيعا |
ولكنّ الرجال تبايعوها (١) |
|
فلم أر مثله خطرا (٢) مبيعا (٣) |
قال السبط : ولهذه الأبيات قصّة عجيبة حدّثنا بها شيخنا عمرو بن صافي الموصلي ، قال : أنشد بعضهم هذه الأبيات فبات مفكّرا ، فرأى عليّا عليهالسلام في المنام فقال له : أعد عليّ أبيات الكميت.
فأنشده إيّاها حتّى بلغ قوله : « خطرا مبيعا » فأنشده عليّ عليهالسلام بيتا آخر من قوله زيادة فيها :
فلم أر مثل ذلك اليوم يوما |
|
ولم أر مثله حقّا أضيعا (٤) |
ثمّ ذكر السبط أبياتا من نحو هذا (٥) للسيّد الحميري (٦) وبديع الزمان
__________________
(١) وفي نسخة : « تدافعوها ». منه قدسسره.
(٢) الخطر : ارتفاع القدر والمال والشرف والمنزلة ، ورجل خطير : أي له قدر وخطر ؛ انظر : لسان العرب ٤ / ١٣٧ مادّة « خطر ».
(٣) تذكرة الخواصّ : ٣٩ ؛ وانظر : رسالة في أقسام المولى في اللسان : ٤١ ، كنز الفوائد ١ / ٣٣٣.
(٤) تذكرة الخواصّ : ٤٠.
(٥) راجع الأبيات في تذكرة الخواصّ : ٤٠.
(٦) هو : إسماعيل بن محمّد بن يزيد بن ربيعة بن مفرّغ الحميريّ ، يلقّب بالسيّد ، ويكنّى أبا هاشم ، توفّي سنة ١٧٣ ه.
أمّه امرأة من الأزد ، ثمّ من بني الحدّان ، وجدّه يزيد بن ربيعة شاعر مشهور ، وهو الذي هجا زياد ابن أبيه وبنيه ، ونفاهم عن آل حرب ، وحبسه عبيد الله بن زياد لذلك وعذّبه ، ثمّ أطلقه معاوية.
كان شاعرا متقدّما مطبوعا ، يقال : إنّ أكثر الناس شعرا في الجاهلية والإسلام ثلاثة : بشّار ، وأبو العتاهية ، والسيّد.
وإذا سئل عن التشيّع من أين وقع له؟ قال : غاصت عليّ الرحمة غوصا.
انظر ترجمته في : الأغاني ٧ / ٢٤٨ ـ ٢٥٠.