بالمولى : الأولى بهم من أنفسهم في التصرّف ، ومالك أمرهم ، وإمامهم.
كيف؟! ولو كان الحديث مجملا مع تلك القرائن ، حتّى يدخله الاحتمال المذكور ، ويجوز فيه الاستفسار والتقسيم ، لكانت كلمة الشهادة أولى بالإجمال ؛ لإمكان الاستفسار فيها بأنّ المراد هل هو : لا إله إلّا الله في السماء أو في الأرض ، أو : لا إله إلّا الله في آسيا أو أوربّا أو غيرهما .. إلى غير ذلك ؛ ولإمكان التقسيم أيضا بنحو ذلك ، وهذا لا يقوله ذو معرفة.
الخامس : إنّه لو سلّم دلالة الحديث على إمامة عليّ عليهالسلام فلا نسلّم دلالته على كونها بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بلا فصل ، حتّى تنتفي إمامة الثلاثة.
وفيه : إنّ هذا مكابرة ظاهرة ، إذ كيف يترك النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ في حال نصب إمام للمسلمين لحضور أجله ـ ذكر ثلاثة وينصّ على من بعدهم ، الذي يكون إماما بعد خمس وعشرين سنة من وفاته؟!
ولو جاز ذلك ، لكان جميع ولاة العهد محلّ كلام ، إذ لا يقول السلطان : هذا وليّ عهدي بلا فصل ؛ بل على احتمالات القوم لو قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من كنت مولاه فعليّ مولاه بعدي ؛ لقالوا : لا منافاة بين البعديّة والفصل بغيره ، كما صنع القوشجي في
قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنت وصيّي وخليفتي من بعدي (١).
بل لو قال : فعليّ مولاه بعدي بلا فصل ؛ لقالوا : يحتمل أن يكون المعنى بلا فصل من غير الثلاثة.
ولا عجب ممّن نشأ على التعصّب وحبّ العاجلة ، وقال : إنّا وجدنا آباءنا على ملّة!
__________________
(١) راجع : شرح تجريد الاعتقاد : ٤٧٨ ـ ٤٧٩.