التركي (١) ، كان يقع في الجانب الشرقي من المدينة (٢). إن أقدم ما وصلنا عن هذا الجامع ما قدمه ابن رسته (كان حيا سنة ٢٩٠ ه / ٩٠٢ م) فقد ذكر أن واسط «مدينة على شاطئ دجلة وبالجانبين مسجدان جامعان يعرف أحدهما بمسجد الحجاج وبجانبه قصره ، وهو من الجانب الغربي ... والمسجد الجامع في شرقي دجلة ويعرف بمسجد موسى بن بغا» (٣).
ومن المحتمل جدا أن هذا الجامع هو الذي شاهده ابن حوقل في أثناء زيارته لمدينة واسط سنة ٣٥٨ ه / ٩٦٨ م (٤) والمقدسي في أثناء زيارته للمدينة في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي (٥).
ويذكر السلفي أن الجامع كان قائما بواسط في بداية القرن السادس الهجري (٦) وأنه كان قد ساهم في الحركة العلمية في هذه المدينة (٧) ، مما يدل على أنه ظل قائما بعد هذا التاريخ. ومن المرجح أن هذا الجامع هو أول جامع شيد في الجانب الشرقي من المدينة لأننا لم نجد ما يشير إلى بناء جامع قبله.
__________________
(١) موسى بن بغا الكبير : قائد تركي أسندت له قيادة الجيش العباسي ، ثم تولى أعمال المشرق ، وعزل سنة ٢٦١ ه ، توفي سنة ٢٦٤ ه. الطبري ، تاريخ ، ٩ / ٤٧٣ ، ٥١٣ ، ٥١٧ ، ٥٢٦ ، ٥٣٣. الذهبي ، العبر ، ٢ / ١٨ ، ٢٧. وقد أقام بواسط مرتين ، الأولى عندما تولى إدارة المشرق سنة ٢٤٨ ه ، فاتخذ واسط مركزا لإدارته ، والثانية عندما أسندت إليه قيادة الجيش العباسي سنة ٢٥٩ ه لمحاربة الزنج ، فاتخذ واسط مركزا لإدارة العمليات العسكرية ضدهم. الطبري ، تاريخ ، ٩ / ٢٥٨ ، ٣٧٣ ، ٥١٣. غير أننا نرجح أنه أمر ببنائه في أثناء إقامته الأولى ، وذلك نظرا لهدوء الحالة آنذاك.
(٢) ابن رسته ، الأعلاق النفيسة ، ١٨٧. سؤالات السلفي ، ٨٢.
(٣) الأعلاق النفيسة ، ١٨٧.
(٤) صورة الأرض ، ٢١٤.
(٥) أحسن التقاسيم ، ١١٨.
(٦) سؤالات السلفي ، ٤١ ، ٨٢.
(٧) ن. م ، ٤١ ، ٨٢.