الدهقنة) كانت مصدرا لكثير من التعدي والإساءة أحيانا (١).
أما في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي فقد صار الدهاقين بمنزلة الشيوخ والأشراف ، وكانوا يستشارون عادة في مشاكل الريّ والأراضي التي تقع في مناطقهم (٢). وترد إشارات إلى التناء (٣). إلا أن هؤلاء ساءت أحوالهم في ظل نظام الإقطاع فتخلى بعضهم عن أراضيهم ، وألجأها البعض الآخر إلى المقطعين كما سنرى.
وربما كان إلى جانب هؤلاء جماعات من أحفاد الطبقة الأرستقراطية العربية الذين جنوا ثرواتهم من غنائم الحروب ، واشتروا أراضي زراعية في هذه المنطقة في العصر الأموي ، وبداية العصر العباسي.
٣ ـ كبار التجار والصرافين : لقد أشارت المصادر إلى وجود تجار واسطيين كانوا يتاجرون مع بلاد الشام (٤) ومصر (٥) والهند والصين (٦) وبلاد الروم (٧). وجاء ما يشير إلى وجود صيارفة (٨) ، إلا أننا ليست لدينا معلومات عن مقدار ثرواتهم التي لا بدّ أنها كانت كبيرة. ومن المرجح أن ظهور هؤلاء بواسط يعود إلى عدة عوامل منها :
__________________
(١) الدوري ، تاريخ العراق الاقتصادي ، ٥٩.
(٢) ن. م ، ٥٩.
(٣) الصابي ، الوزراء ، ٤٩. مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٣٣٤.
(٤) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٦٩. الذهبي ، معرفة القراء الكبار ، ٢ / ٥٢٣. ابن الجزري ، غاية النهاية في طبقات القراء ، ٢ / ٢٩٣.
(٥) الذهبي ، معرفة القراء الكبار ، ٢ / ٥٢٣. ابن الجزري ، غاية النهاية في طبقات القراء ، ٢ / ٢٩٣.
(٦) الشنطوفي ، بهجة الأسرار ومعدن الأنوار ، ١٦٩. الجزائري ، زهر الربيع ، ١٢٩.
(٧) القزويني ، آثار البلاد ، ٥٢٩.
(٨) لقد كان بواسط منذ إنشائها سوق للصيارفة ، وكان مع أهل كل تجارة صيرفي. انظر : الفصل الثاني. أما في فترة دراستنا فانظر : سؤالات السلفي ، ٥٤. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٣٤ أ. الذهبي ، العبر في خبر من غبر ، ٣ / ٩٧. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ٤ ، ج ١٩ ، ورقة ٦٢١.