أ ـ كان لموقع واسط أهمية تجارية ممتازة ، فقد كانت ملتقى عدة طرق تجارية داخلية وخارجية ، برية وبحرية ، وذلك لوقوعها على دجلة من جهة وتوسطها بين بغداد والكوفة والبصرة والأحواز من جهة أخرى (١) ، مما ساعد على تنشيط الحركة التجارية وتبادل السلع في أنحاء مختلفة من البلاد (٢).
كما كانت تقع على الطريق البري الذي يبدأ من الكوفة عبر الفرات ، ثم طريق البطائح إلى واسط ثم إلى الأحواز ثم إلى شيراز في فارس ، ومدينة شيراز كانت مركزا بكثير من الطرق التجارية التي تتجه منها إلى الشمال والشمال الشرقي ، والجنوب ، والجنوب الشرقي (٣).
وتقع واسط أيضا على الطريق النهري ، وهو طريق بغداد ـ واسط ـ البصرة (٤) ، التي كانت تبدأ منها الطرق البحرية التي يذهب أولها إلى الهند والصين ، بينما يذهب الثاني إلى البحر الأحمر وإلى شرقي إفريقيا (٥) ، ولا شك أن أهمية واسط التجارية ازدادت بعد بناء بغداد ، لأنها كانت تقع على الطريق التجاري البحري الذي يربط بغداد بالعالم الخارجي ، لأن نهر الفرات آنذاك لم يكن صالحا للملاحة (٦).
__________________
(١) اليعقوبي ، البلدان ، ٣٢٢. أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ، ١٣٥. أبو الفدا ، تقويم البلدان ، ٣٠٦.e.i.i ,vol.٤ ,p.٩٢١١.
(٢) عبد القادر المعاضيدي ، واسط في العصر الأموي ، ١٠٨.
(٣) لسترنج ، بلدان الخلافة الشرقية ، ٢٥.
(٤) ابن رسته ، الأعلاق النفيسة ، ١٨٤. غنيمة ، تجارة العراق قديما وحديثا ، ٥٠.
e. i. i, vol. ٤, p. ٩٢١١.
(٥) الدوري ، تاريخ العراق الاقتصادي ، ١٤٦.
huzzayen, s. arabia and the far east, p. ٣٥١.
(٦) المقدسي ، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ، ١٢٤. القزويني ، آثار البلاد وأخبار العباد ، ٤٤٦. لسترنج ، بغداد في عهد الخلافة العباسية ، ١٥. وتشير المصادر إلى أن الضرائب المفروضة على التجارة الخارجية كانت تؤخذ من التجار بواسط. ابن رسته ، الأعلاق النفيسة ، ١٨٥. ديوان ابن المقرب العيوني ، ١ / ٣٦٤ ـ ٣٧٠.