والدراسة عليهم ، وقد درس البعض منهم في هذه المدينة ، كما رحل عدد من العلماء الواسطيين إلى بلدان العالم الإسلامي الأخرى وقرأوا القرآن الكريم وسمعوا الحديث ، وقد درّس بعضهم القرآن الكريم والحديث ، وعلوم العربية في تلك البلدان ، وسوف نذكر طائفة من العلماء الذين وفدوا إلى واسط لتلقي العلم فيها فيما يأتي : فمن الأندلس قدم إليها أبو عبد الله محمد بن فتوح بن عبد الله الحميدي الأندلسي (ت ٤٨٨ ه / ١٠٩٥ م) مؤلف كتاب «جذوة المقتبس في أخبار علماء الأندلس» وكتاب «الجمع بين الصحيحين» وغيرهما (١) ، وأقام مدة سمع الحديث من أبي غالب بن بشران ، وأبي تمام علي بن محمد بن الحسن العبدي ، ونسخ كتاب «الكامل» للمبرد وقرأه على أبي غالب بن بشران ، وكان ابن بشران يرويه عن أبي الحسين بن دينار الواسطي (٢).
ورحل إليها من الأندلس أيضا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن خطاب المغربي (ت ٥٩٥ ه / ١١٩٨ م) قدم بغداد سنة ٥٨٧ ه / ١١٩١ م والتقى فيها برجال الحديث ثم غادرها إلى واسط وقرأ بها القرآن الكريم على أبي بكر بن الباقلاني (٣).
وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد المرسي السلمي «الأديب النحوي المفسر المحدث الفقيه» كما يقول ياقوت ، خرج من الأندلس سنة ٦٠٧ ه / ١٢١٠ م وتنقل في البلاد ثم قدم واسط ، وسمع بها الحديث الكثير من الشيخ أبي طالب عبد الرحمن بن عبد السميع الهاشمي الواسطي ، والشيخ أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي المعروف
__________________
(١) انظر في ترجمته : ياقوت ، معجم الأدباء ، ١٨ / ٢٨٢ ، الذهبي ، العبر ، ٣ / ٣٢٣. الصفدي ، الوافي بالوفيات ، ٤ / ٣١٧.
(٢) سؤالات السلفي ، ١٠١ ، ١٠٢.
(٣) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٢٥. المنذري ، التكملة ، ٢ / ١٩٢ ، ١٩٣.