بغداد ، فقد ذكر مسكويه أنه في سنة ٣٣٥ ه / ٩٤٦ م وجه معز الدولة جيشا لقتال ابن البريدي ، فدارت بين الفريقين معركة هزم فيها جيش ابن البريدي (١). فمن المحتمل جدا أن سبب هذا القتال هو أن ابن البريدي كان قد اغتنم فرصة نشوب القتال بين معز الدولة والحمدانيين (٢) ، فامتنع عن دفع ضمان واسط.
ويظهر أن علاقة البريديين بواسط كانت قد انتهت بعد هذه المعركة ، فقد ذكر الهمداني أنه في سنة ٣٣٦ ه / ٩٤٧ م ضمن الصيمري أعمال واسط (٣). ويذكر مسكويه أنه في هذه السنة خرج الخليفة المطيع لله ، ومعز الدولة من واسط على رأس جيش نحو البصرة لأخذها من ابن البريدي (٤).
لم ترد معلومات عن واسط طيلة الفترة الواقعة بين سنة ٣٣٦ ه / ٩٤٧ م حتى ٣٣٨ ه / ٩٤٩ م ويرجع سبب ذلك ـ في الغالب ـ إلى قوة السيادة البويهية في هذه الفترة. ففي هذه السنة أشارت المصادر إلى تمرد على السلطة قام به عمران بن شاهين (٥) في منطقة واسط (٦) ، فاتخذت هذه
__________________
(١) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ١١١. انظر : الهمداني ، تكملة ، ١ / ١٦٠. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٤٦٨.
(٢) عن المعارك هذه انظر : مسكويه ، تجارب الأمم ، ٨٩ ـ ٩٤. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٤٥٣ ـ ٤٥٥.
(٣) تكملة تاريخ الطبري ، ١ / ١٦٠.
(٤) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ١١٢. انظر : الهمداني ، تكملة ، ١ / ١٦٠. العيون والحدائق ، ج ٤ ، ق ٢ ، ١٨٥. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٤٦٩.
(٥) عمران بن شاهين ، عربي من بني سليم ، من أهل الجامدة ، إحدى مدن واسط ، جنى جناية فهرب إلى البطائح وأقام هناك ، وانضم إليه جماعة من صيادي السمك وآخرين ، قلده أبو القاسم بن البريدي حماية الجامدة والأهوار التي في البطائح ، ويبدو أن طبيعة المنطقة ساعدته على الاستيلاء على نواح كثيرة في منطقة واسط وتمرده على السلطة. مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ١١٩. الهمداني ، تكملة ، ١ / ١٦٢. العيون والحدائق ، ج ٤ ، ق ٢ ، ١٨٩. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٤٨١.
(٦) انظر : مصادر الحاشية السابقة.