جميع آلاته وسلاحه» (١) وبعد هذا الانتصار تشجع عمران وازداد نفوذه وقويت شوكته ، فأخذ يطالب المارّة بالضرائب واستولى على مناطق واسعة في البطائح ، فانقطعت طرق المواصلات النهرية بين بغداد والبصرة (٢).
ولما بلغت هذه الأنباء معز الدولة كتب إلى وزيره المهلبي يأمره بالمسير من البصرة إلى واسط ، واتخاذها مركزا له ، ثم أمده بجيش كبير العدد ، وحمل إليه سلاحا كثيرا وأطلق يده في إنفاق الأموال (٣).
خرج المهلبي على رأس جيشه من واسط وتوجه لملاقاة عمران ، إلا أنه عندما تقدمت قواته في البطائح لم يستطع اللقاء به ، ذلك لأن عمران عندما علم بتقدم الجيش تجنب لقاءه مستخدما أسلوب حرب العصابات ، فانسحب بأصحابه مختفيا بين الأدغال التي تكثر في منطقة البطائح ، فلما توغل المهلبي بقواته في البطائح خرج إليهم الكمناء فقتلوا جماعة ، وأسروا جماعة ، وتفرق الباقين ، فعاد المهلبي منسحبا إلى واسط (٤).
ويظهر أن معز الدولة ، بعد انهزام جيشه مرات عديدة أمام أصحاب عمران كان قد أدرك أهمية عمران وأصحابه ، فتمّ عقد الصلح بينهما ، وقلده معز الدولة البطائح وأطلق سراح إخوته وأهله. كما أطلق عمران سراح أسرى جيش معز الدولة وكان ذلك في سنة ٣٤٠ ه / ٩٥١ م (٥).
__________________
(١) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ١٣٠. الهمداني ، تكملة ، ١ / ١٦٤. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٤٨٩ ، ٤٩٠.
(٢) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ١٣٠. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٤٩٠.
(٣) ن. م ، ٢ / ١٣٠. ن. م ، ٨ / ٤٩٠. المهلبي : هو أبو محمد الحسن من آل المهلب ابن أبي صفرة ، تولى الوزارة لمعز الدولة بعد وفاة الوزير أبي جعفر محمد بن أحمد الصيمري. ابن شاكر الكتبي ، فوات الوفيات ، ١ / ٢٥٦ ، ٢٥٧.
(٤) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ١٣٠ ، ١٣١. الهمداني ، تكملة ، ١ / ١٦٤. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٤٩٠.
(٥) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ١٤٣. الهمداني ، تكملة ، ١ / ١٦٥. العيون والحدائق ، ج ٤ ، ق ٢ ، ١٩١. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٤٩٠ ، ٤٩١.