يطلب الصلح ، فقد عقد الصلح على أن يدفع عمران مبلغ خمسة ملايين درهم سنويا إلى بختيار ، إلا أن عمران امتنع عن دفع هذا المبلغ ، وعاد بختيار بجيشه إلى بغداد ودخلها في رجب سنة ٣٦١ ه / نيسان ٩٧٢ م (١).
والظاهر أن النزاع الذي حدث بين الأتراك والديلم من جهة وبين أبناء البيت البويهي على السلطة من جهة أخرى حال دون استمرار القتال بين عمران بن شاهين والبويهيين. فإننا لم نجد ما يشير إلى وقوع قتال بين الفريقين بعد هذا التاريخ. وسوف نلاحظ خلال الصفحات التالية أن هذا التحول في الوضع السياسي البويهي أدى إلى ظهور عمران بن شاهين كقوة على المسرح السياسي آنذاك.
على أثر إفلاس الخزينة سار بختيار في شعبان سنة ٣٦٣ ه / نيسان ٩٧٤ م قاصدا الأحواز طلبا للمال ، فاستولى عليها وأقام بها ، غير أن نزاعا وقع في صفوف جيشه بين الأتراك والديلم ، فقبض بختيار على رؤساء الأتراك الذين كانوا معه ، ثم استولى على إقطاعات سبكتكين (٢) في الأحواز بتشجيع من الديلم ، وكتب إلى والدته وأخيه ببغداد أن يقبضا على سبكتكين (٣). فلما علم سبكتكين جمع الأتراك المقيمين ببغداد وجرت معارك بين الأتراك والديلم استمرت ثلاثة أيام ، هزم فيها الديلم وانحدروا إلى واسط (٤).
أما بختيار فقد سار من الأحواز إلى واسط وأقام بها ، ثم أرسل إلى كل من أبي تغلب بن حمدان ، وعمران بن شاهين ، وعمه ركن الدولة
__________________
(١) ن. م ، ٢ / ٢٩٧. ن. م ، ٨ / ٦١١.
(٢) سبكتكين : قائد الأتراك ببغداد. كان حاجبا لمعز الدولة. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٧ / ٧٦ ـ ٧٩.
(٣) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٣٢٤ ، ٣٢٥. الهمداني ، تكملة ، ١ / ٢١٤. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٧ / ٦٨. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٦٣٥ ، ٦٣٦.
(٤) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٣٢٧. الهمداني ، تكملة ، ١ / ٢١٤. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٦٣٦.