بشر النصراني عامل الأحواز يطلب إليهما مساعدته ، فاستجابا له (١) لأنهما ـ على ما يبدو ـ لم يكونا على وفاق مع عضد الدولة. ثم أرسل إلى المرزبان بن بختيار أمير البصرة يطلب إليه المساعدة أيضا ، إلا أن المرزبان لم يستجب له «لتهمته بالانحراف عنه وعن أبيه» (٢).
لما علم عضد الدولة بما عزم عليه ابن بقية راسله في أمر الصلح ، وأعطاه الأمان إلا أن ابن بقية أصر على موقفه وكتب إلى عضد الدولة قائلا : «إنني أفلت إفلات المجروح المكلوم ، وتخلصت تخلص المصلوب المظلوم ، وقد حصلت أهلي بين قوم سيوفهم حداد ، وجعلت دون كل واحد منهم أناسا على البغاة غلاظ شداد ، وقد وجدته أعطى قبلي أمانا لقوم قولا ، وأسقطه فعلا ، فلم يف بشيء منه ...» (٣).
عندما فشلت المفاوضات بين الطرفين وجه عضد الدولة جيشا كبيرا إلى واسط فالتقى الفريقان ، ودارت بينهما معركة حامية في الماء هزم فيها جيش عضد الدولة هزيمة منكرة. والجدير بالذكر أن جيش عمران كان قد ساهم في هذه المعركة إلى جانب جيش ابن بقية (٤).
أما ركن الدولة فقد أرسل إلى ولده عضد الدولة كتابا ينكر عليه إقدامه على القبض على بختيار ، وهدده بقصده إن هو لم يطلقه ويعيده إلى منصبه السابق (٥). ثم أرسل ركن الدولة إلى المرزبان ، وابن بقية ، وابن تغلب بن حمدان أمير الحمدانيين يستميلهم إليه ويحسّن لهم الخروج على عضد الدولة ، وقد استجاب جميع هؤلاء له ، وتكونت جبهة
__________________
(١) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٣٤٧. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٦٥١.
(٢) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٣٤٧.
(٣) الهمداني ، تكملة ، ١ / ٢٢١.
(٤) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٦٥١. مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٣٤٧.
(٥) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٣٥٠ ، ٣٥١. الهمداني ، تكملة ، ١ / ٢٢٣. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٦٥١ ، ٦٥٢.