سهلان» (١). سار سلطان الدولة إلى الأحواز فلما وصل إلى «تستر» (٢) نقض الاتفاق ، واستوزر ابن سهلان وأعدّ له جيشا وأمره بالمسير إلى العراق وانتزاعه من يد مشرف الدولة (٣) ، فلما علم مشرف الدولة جهز جيشا كبيرا وسار به للقاء ابن سهلان ، ودارت بين الفريقين معركة عند واسط ، انتهت بهزيمة ابن سهلان وعسكره ، فاضطر على أثرها أن يدخل واسطا ويتحصن بها (٤) ، فحاصر مشرف الدولة واسط ، ومنع الميرة عنها ، فغلت الأقوات ، واشتد الضيق بأهلها ولحقتهم مجاعة شديدة (٥). فلما رأى ابن سهلان أن لا قبل له بالاستمرار في المقاومة ، وأن الحالة بالمدينة ازدادت سوءا ، أرسل إلى مشرف الدولة يعرض عليه أن يسلمه المدينة فأجابه إلى ما طلب ، وخرج إليه بعد أن استحلفه (٦). إلا أن مشرف الدولة قبض عليه وسمله ، وكان ذلك في آخر ذي الحجة سنة ٤١٢ ه / آذار ١٠٢١ م (٧). وسار الديلم الذين كانوا بواسط مع مشرف الدولة ومضوا في خدمته «فحلف لهم وأقطعهم» (٨). أما سلطان الدولة فقد غادر الأحواز إلى أرجان ، وقطعت خطبته في العراق (٩).
لقد تمّ عقد الصلح بين مشرف الدولة وأخيه سلطان الدولة في سنة
__________________
(١) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٣١٧ ، ٣١٨. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ٤ ، ج ١٩ ، ورقة ٦٩١.
(٢) تستر : هي إحدى مدن الأحواز. معجم البلدان ، ٢ / ٢٩.
(٣) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٣١٨. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ٤ ، ج ١٩ ، ورقة ٦٩٢.
(٤) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٣١٨.
(٥) ابن الجوزي ، المنتظم ، ٧ / ٣٠١. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٣١٨. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ٤ ، ج ١٩ ، ورقة ٦٩٢.
(٦) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٣١٨. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ٤ ، ج ١٩ ، ورقة ٦٩٢.
(٧) ابن الجوزي ، المنتظم ، ٧ / ٣٠١. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٣١٨.
(٨) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٣١٨. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ٤ ، ج ١٩ ، ورقة ٦٩٢.
(٩) ن. م ، ٩ / ٣١٨. ن. م ، ورقة ٦٩٢.