في العراق فحاولوا الاستيلاء على بغداد ، فأدى ذلك إلى الاستيلاء على واسط أربعة مرات قبل دخولهم بغداد سنة ٣٣٤ ه / ٩٤٥ م.
أما في العصر البويهي فقد أصبحت هذه المدينة مركزا لإدارة العمليات العسكرية ضد الفتن والاضطرابات التي كانت تقوم في منطقة البطائح ، وعندما قام النزاع بين أبناء البيت البويهي على السلطة ، تبادلت جيوش الأمراء المتنازعين احتلال هذه المدينة مرات عديدة ، كما أقام بعض الأمراء مع جيوشهم فيها ، وكثيرا ما كانت تؤدي هذه الحروب إلى غلاء الأسعار ، ووقوع المجاعات في هذه المدينة. هذا وقد انتفع بعض ولاة واسط من هذه المنازعات ، فقد استغلت من قبل البعض منهم فأخذوا يميلون إلى جانب ضد الجانب الآخر ، أما في العصر السلجوقي ، فإن الصراع بين أبناء السلاطين السلاجقة على السلطنة أدى إلى احتلال واسط مرات عديدة ، وقد تعرضت هذه المدينة ومنطقتها للنهب من قبل الجيوش المتنازعة ، وقد أقام بعض أبناء البيت السلجوقي بواسط.
وفي أثناء النزاع بين السلاطين السلاجقة والخلفاء العباسيين وقف ولاة واسط في أول الأمر مع السلاطين وذلك لضعف الخلافة من جهة ، وخضوع هؤلاء الولاة المباشر للسلاطين من جهة أخرى ، وقد لعب جند واسط دور مهم في تحقيق النصر للسلاطين في هذه المنازعات.
وفي أثناء قوة الخلافة لجأ الخلفاء إلى الاستعانة بولاة واسط للوقوف إلى جانبهم في نزاعهم مع السلاطين.
ولما حاول كل من أمراء الحلة والبصرة والأحواز ، مد نفوذهم إلى ولاية واسط ، تصدى لهم جند هذه الولاية وأهلها ، واشتبكوا معهم في معارك انتهت معظمها بانتصار الواسطيين ، وطرد المعتدين.
ولما هدأت الحالة السياسية في العراق في العصر العباسي الأخير نجد أن واسط كانت قد تمتعت بهدوء الحالة السياسية أيضا ، وذلك حتى سنة ٦٥٦ ه / ١٢٥٨ م ، حيث تعرضت هي الأخرى لاعتداء التتر وقتل عدد كبير من سكانها.