وكقول الآخر :
/ ألا يا اسلمي يا هند هند بني بدر |
|
وإن كان حيّانا عدى آخر الدّهر (١) |
وكقول ذي الرّمة :
ألا يا اسلمي يا دار ميّ على البلى |
|
ولا زال منهلّا بجرعائك القطر (٢) |
ومن ذلك قوله تعالى : (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ)(٣) ، معناه ـ والله أعلم ـ ألا يا هؤلاء اسجدوا ، فالمنادى مضمر في
__________________
(١) قالوا : العدى ، بالكسر : الغرباء ، وبالكسر والضم : الأعداء. والبيت للأخطل (نقائض جرير والأخطل : ٢٨) وفي اللسان (مادة : عدا) أن ابن الأعرابي فسّر العدى في قول الأخطل بالتباعد. والبيت من شواهد الإنصاف (المسألة : ١٤) وشرح المفصّل ٢ : ٢٤.
(٢) ذو الرمة هو غيلان بن عقبة (١١٧ ه) شاعر اشتهر بحبه لميّة. والبيت في ديوانه ص : ٢٠٦ وهو من شواهد ابن عقيل ١ : ١١٧ والمغني ١ : ٢٦٨ وشرح شواهده للسيوطي ٢ : ٦١٧ و ٦١٩.
(٣) الآية : (وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ. أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ.) النمل ٢٧ : ٢٤ ـ ٢٥. والشاهد هنا بقراءة التخفيف. وقد استشهد ابن هشام بقراءة التشديد في المغني ١ : ٧٧.