النيّة (١) ويا حرف النداء ، وألا تنبيه وافتتاح كلام ، وموقع اللّام منها موقع عين الفعل. ومما أضمر فيه المنادى قول الشاعر :
يا لعنة الله والأقوام كلّهم |
|
والصالحين على سمعان من جار (٢) |
قال سيبويه : (يا) لغير اللعنة ، ولو كان واقعا عليها لنصبها لأنه نداء مضاف. ومن قرأ : (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ) بفتح أوله والتشديد فهي مركّبة من حرفين أن ولا ، تقديره أن لا يسجدوا ، ثم أدغمت النون في اللام التي بعدها (٣) فاللام على هذا التقدير أول كلمة ، ويسجدوا في موضع نصب بأن ، وعلامة النصب سقوط النون. وهي نظير قوله تعالى : (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)(٤) في الفتح والتشديد والعمل.
__________________
(١) قال ابن هشام : إذا ولي (يا) ما ليس بمنادى كالفعل في ألا يا اسجدوا ... قيل هي للنداء والمنادى محذوف ، وقيل هي لمجرد التنبيه لئلا يلزم الإجحاف بحذف الجملة كلها. وقال ابن مالك : إن وليها دعاء أو أمر فهي للنداء ، لكثرة وقوع النداء قبلهما ، وإلا فهي للتنبيه. وانظر المغني ١ : ٤١٣ و ٤١٤.
(٢) البيت من شواهد الكتاب ١ : ٣٢٠ والإنصاف ، المسألة ١٤ ص : ٥٥ والعيني ٤ : ٢٦١ وانظر رغبة الآمل ٧ : ٢١٦ والمغني ١ : ٤١٤ وشرح شواهد المغني ٢ : ٧٦٦ وشرح المفصل ٢ : ٢٤.
(٣) انظر تخريج ابن هشام لهذا الوجه في المغني ١ : ٧٨.
(٤) سورة النمل ٢٧ : ٣١ وانظر المغني ١ : ٧٧.