ومنه قول الشاعر (١) :
أريد لأنسى ذكرها فكأنّما |
|
تمثّل لي ليلى بكلّ سبيل (٢) |
تقديره : أريد ، وإرادتي لهذا ، أي لنسيان ذكرها. قال أبو العباس المبرّد : تقول : أمرتك أن تفعل ، وأمرتك أن تفعل ، بالجزم ، وأمرتك بأن تفعل ، وأمرتك لتفعل. من قال : أمرتك بأن تفعل ، كأنه قال : أمرتك بالفعل ، ومن قال : أمرتك أن تفعل ، فهو قبيح بالجزم لأنه وصل (أن) بفعل الأمر وكان سبيله أن ينقله / إلى لفظ الأمر للغائب فيقول : أمرتك أن افعل ، كما تقول : أمرتك أن قم ، وكتبت إليك أن اخرج. ومن قال : أمرتك أن تفعل ، بالنصب ، فهو وجه جيّد ، وإنما أراد : أمرتك بأن تفعل ، فلمّا حذف الخافض تعدّى الفعل فنصب كما قال الشاعر :
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به |
|
فقد تركتك ذا مال وذا نشب (٣) |
__________________
(١) وهو كثيّر بن عبد الرحمن ، شاعر مشهور عرف بحبه لعزّة. عاش في العصر الأموي واتصل بعبد الملك بن مروان.
(٢) ديوان كثيّر ٢ : ٢٤٨. والبيت من شواهد المغني ١ : ٢٣٧. وانظر شرح الشواهد ٢ : ٥٨٠.
(٣) من شواهد الكتاب ١ : ١٧ وفيه أنه لعمرو بن معديكرب ، وكذلك هو في المغني ١ : ٣٥٠ وقيل إنه لأعشى طرود ، إياس بن عامر (الكامل ١ : ٣٢). وانظر شرح الشذور : ٣٦٩ وشرح شواهد المغني ٢ : ٧٢٧ والخزانة ١ : ١٦٤.