تقديره : لو كان ممّن يتأتّى له القول لقال مثل هذا لما في حاله ومشاهدته من الدّليل عليه ، كما قال :
يشكو إليّ جملي طول السّرى |
|
يا جملي ليس إليّ المشتكى (١) |
ولا قول هناك ولا شكوى على الحقيقة ، وإنّما يراد به ما تدلّ عليه مشاهدة الحال ، وقد كشف هذا المعنى عنترة في وصف فرسه فقال :
فازورّ من وقع القنا بلبانه |
|
وشكا إليّ بعبرة وتحمحم |
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى |
|
ولكان ، لو علم الكلام ، مكلّمي. (٢) |
__________________
وفي الكامل (٢ : ٤٣٤) : قد خنّق الحوض ... ، وروي في الخصائص ١ : ٢٣ وفي العيني ١ : ٣٦١ وفي الإنصاف ، المسألة : ١٥ : مهلا رويدا ، وكذلك هو في الصحاح (مادة : قطط).
(١) وهو من شواهد الكتاب (١ : ١٦٢) والرواية فيه :
«صبر جميل فكلانا مبتلى»
وفي التاج (مادة : شكا) :
شكا إليّ جملي طول السّرى |
|
صبرا جميلا فكلانا مبتلى |
وكذلك رواه ابن خالويه بالنصب في إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم ص : ١٩.
(٢) اللبّان : الصدر أو وسطه ، يكون للانسان وغيره ، وقيل : هو لذي الحافر خاصة. والبيتان من معلّقة عنترة (شرح المعلقات السبع للزوزني : ٢٨٤) والثاني منهما في الخصائص ١ : ٢٤. والرواية في جمهرة أشعار العرب :
فازورّ من وقع القنا فزجرته
.