القائم والضارب يدلّ على أنّ الألف واللام فيهما ليستا (١) بمعنى الذي.
والوجه الثالث ينفرد به الكوفيون خاصة ، ويذكر بعقب هذا الباب مفردا بمسائله إن شاء الله.
ومن هذا الوجه الثاني قول الله عزّ وجلّ : (وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) (٢) (وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ)(٣) قال المبرّد والمازنيّ وغيرهما من البصريين : ليست الألف واللام بمعنى الّذي ؛ لأنه لو كان التقدير : وأنا من الشاهدين على ذلك ، بمعنى : من الذين شهدوا على ذلك ، لم تقدّم صلة الّذي عليه. وكذلك لو كان التقدير : وكانوا من الذين زهدوا فيه ، لم يجز / تقديم صلة الذي عليه (٤). ولكنّ الألف واللام للتعريف لا بمعنى الّذي. قالوا : وفي الآيتين وجه آخر ؛ أن تكون الألف واللام بمعنى الذي ويكون قوله (مِنَ الشَّاهِدِينَ)
__________________
(١) في الأصل : الألف واللا فيهما ليس ..
(٢) الآية : (قالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلى ...) الأنبياء ٢١ : ٥٦.
(٣) الآية : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكانُوا فِيهِ ...) يوسف ١٢ : ٢٠.
(٤) لا حظ أنه إذا قدرت (ال) في (الزاهدين) موصولة امتنع تعليق (فيه) ب (زاهدين) لأن معمول الصلة لا يتقدم على الموصول ، وفي المغني (٢ : ٥٩٨) أنه يجب حينئذ تعلّقها بأعني محذوفة ، أو بزاهدين محذوفا مدلولا عليه بالمذكور ، أو بالكون المحذوف الذي تعلق به من الزاهدين.