ليوم بذات الطّلح عند محجّر |
|
أحبّ إلينا من ليال على وقر (١) |
وهذه اللّام لشدّة توكيدها وتحقيقها ما تدخل عليه يقدّر بعض الناس قبلها قسما فيقول هي لام القسم ، كأنّ تقدير قوله : لزيد قائم ، والله لزيد قائم ، فأضمر القسم ودلّت عليه اللّام. وغير منكر أن يكون مثل هذا قسما ؛ لأنّ هذه اللّام مفتوحة كما أنّ لام القسم مفتوحة ، ولأنها تدخل على الجمل كما تدخل لام القسم ، ولأنها مؤكّدة محقّقة كتحقيق لام القسم ، ولكنّها ربّما كانت لام قسم وربّما كانت لام ابتداء ، واللفظ بهما سواء ، ولكن بالمعنى يستدلّ على القصد ؛ ألا ترى أنّ من قال : لزيد قائم ، محقّقا لخبره لم يقل له : حنثت ، إن كان زيد غير قائم. ولكن إذا وقع بعدها المستقبل ومعه النون الثقيلة أو الخفيفة فهي لام القسم ، ذكر القسم قبلها أو لم يذكر ، كقولك : لأخرجنّ ولتنطلقنّ يا زيد ، وكقوله تعالى : (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ)(٢) وكقوله تعالى : (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ
__________________
(١) ديوان امرئ القيس : ١٠٩ والرواية فيه : ليال بذات الطلح ... من ليال على أقر. ومحجر ببلاد طيّء.
(٢) تتمة الآية : (مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً ، وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ.) آل عمران ٣ : ١٨٦.