ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)(١). اللّام في هذا كلّه للقسم ، وليس قبله قسم ظاهر إلّا في النيّة ، وإنّما حكمنا عليها بذلك لأنّ القسم لو ظهر لم يجز أن يقع الفعل المستقبل محقّقا إلّا باللام والنون كما ذكرنا. فأمّا قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ / مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ)(٢) فهذا يؤيد ما ذكرنا ، لأنه قد ذكر أخذ الميثاق ثمّ أتى باللّام والنون مع الفعل ، فدلّ على أنها لام القسم ، وكذلك كلّ ما كان عليه دليل من هذا النوع حمل على القسم ، وما لم يكن فيه دليل فاللّام فيه لام الابتداء ، والمعنى بينهما قريب لاجتماعهما في التوكيد والتحقيق (٣).
__________________
(١) وقبلها (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ. لَتَرَوُنَّ ...) التكاثر ١٠٢ : ٥ ـ ٨.
(٢) آل عمران ٣ : ٨١ وأما اللام في قوله : (لَما آتَيْتُكُمْ) فيرى ابن هشام ألا تكون موطئة للقسم وألا تكون (ما) بعدها شرطية ، بل هي للابتداء و (ما) موصولة.
(انظر المغني ١ : ٢٦٠) وهو بخلاف رأي الفراء كما في معاني القرآن ١ : ٢٢٥. وقد جوّز أبو البقاء في (ما) الوجهين كما نقل ابن هشام في المغني ٢ : ٤٥٥.
(٣) ولذلك أجازوا أن تكون اللام في كثير من الشواهد لام ابتداء أو لام قسم.
انظر المغني ١ : ٢٥٢.