فمثل قولك : والله إنّ زيدا قائم. قال الله عزّ وجلّ : (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ)(١)(وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ)(٢) ثمّ قال (إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ.) وربّما أضمر جواب القسم إذا كان في الكلام دليل عليه كما قال تعالى : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها)(٣) ثم أضمر القسم في قوله : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) التقدير : لقد أفلح من زكّاها ، وجاز هذا الإضمار لدلالة قد عليه ، لأنها مؤكّدة واللام للتوكيد ، وكذلك جميع ما في كتاب الله تعالى من الأقسام لا بدّ له من جواب ظاهر أو مضمر على ما ذكرت لك. وربّما بعد الجواب عن القسم ، فقد قالوا في قوله تعالى : (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ)(٤)
__________________
(١) سورة العصر ١٠٣ : ١ ـ ٢.
(٢) قال تعالى : (وَالطُّورِ ، وَكِتابٍ مَسْطُورٍ ، فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ ، وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ، وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ ، وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ، إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ.) الطور ٥٢ : ١ ـ ٧.
(٣) قال تعالى : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها ، وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ، وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها ، وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ، وَالسَّماءِ وَما بَناها ، وَالْأَرْضِ وَما طَحاها ، وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها ، فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها ، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها.) الشمس ٩١ : ١ ـ ٩ وانظر المغني ٢ : ٥٤١.
(٤) سورة ص ٣٨ : ١.