والفرازين ، أو : الزّنادقة والفرازنة (١) ، وكذلك لا تقول : يا للهمّ ، فتجمع بين الميم المثقلة في آخره وحرف النداء في أوله. قال سيبويه : زيدت الميم في آخره مثقلة عوضا من حرف النداء في أوله (٢) ، فلا يجوز الجمع بينهما ، ولا وصفه لأنه جرى مجرى الأصوات (٣). وأمّا قوله تعالى : (قُلِ اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٤) فإنه على نداءين.
وقال الفراء أصله : يا الله أمّنا بخير ، ثمّ اختصر وجعلت الكلمتان واحدة ومنع من حرف النداء ، وربّما جاء شاذا في الشّعر ، وأنشد :
__________________
(١) الزنديق : فارسيّ معرّب. وقال أحمد بن يحيى : ليس في كلام العرب زنديق ولا فرزين. وقال سيبويه : الهاء في زنادقة وفرازنة عوض من الياء في زنديق وفرزين.
وأصله الزناديق. وانظر لسان العرب (مادة : زندق وفرزن).
(٢) قال سيبويه : «وقال الخليل : اللهمّ نداء ، والميم هاهنا بدل من يا. فهي هاهنا ـ فيما زعم الخليل ـ آخر الكلمة بمنزلة يا في أولها ، إلا أن الميم هاهنا في الكلمة ، كما أن نون المسلمين في الكلمة بنيت عليها ، فالميم في هذا الاسم حرفان أولهما مجزوم ، والهاء مرتفعة لأنه وقع عليها الإعراب.» الكتاب ١ : ٣١٠.
(٣) قال سيبويه : «وإذا ألحقت الميم لم تصف الاسم ، من قبل أنه صار مع الميم عندهم بمنزلة صوت ، كقولك : يا هناه. وأما قوله عز وجل : (اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فعلى يا.» الكتاب ١ : ٣١٠. وهو يعني أن (فاطر) أيضا منادى بيا محذوفة كأنه قال : اللهمّ يا فاطر السموات.
(٤) الآية : (قُلِ اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) الزمر ٣٩ : ٤٦ وانظر المغني ٢ : ٦٦٦.