وما عليك أن تقولي كلّما |
|
سبّحت أو هلّلت يا اللهم ما |
اردد علينا شيخنا مسلّما (١) |
ولا يعتدّ البصريون بهذا الشعر ولا يرونه حجّة ، ولو كان القول على ما ذهب إليه الفرّاء لما امتنع من حرف النداء ، لأنّ تصيير الشيئين شيئا واحدا لا يمنع من دخول حرف النداء ؛ ألا ترى أنّا ننادي معدي كرب ، ورام هرمز ، وبعلبك ، وما أشبه ذلك ، وهما اسمان جعلا اسما واحدا ، وقد قرأ أبو عمرو بن العلاء : (يابن أم
__________________
(١) قال الفراء في حديثه عن قوله تعالى : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ) من سورة آل عمران : «اللهمّ : كلمة تنصبها العرب. وقد قال بعض النحويين : إنما نصبت إذ زيدت فيها الميمان لأنها لا تنادى بيا ، كما تقول : يا زيد ، ويا عبد الله. فجعلت الميم فيها خلفا من يا.» ثم قال : «وقد أنشدني بعضهم :
وما عليك أن تقولي كلما |
|
صليّت أو سبّحت يا اللهمّ ما |
اردد علينا شيخنا مسلمّا» |
قال : «ونرى أنها كانت كلمة ضمّ إليها : أمّ ؛ تريد يا الله أمّنا بخير ، فكثرت في الكلام فاختلطت. فالرفعة التي في الهاء من همزة أم لما تركت انتقلت إلى ما قبلها.» معاني القرآن ١ : ٢٠٣ وانظر حجج الكوفيين في الدفاع عمّا ذهب إليه الفراء في المسألة ٤٧ من كتاب الإنصاف. وأما الرجز المستشهد به فغير منسوب ، وهو في الخزانة ١ : ٣٥٩ والرواية فيها : وما عليك أن تقول ...
ولا حظ أن (ما) بعد قوله (اللهم) زائدة.