بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ)(١) ، هو فعل غير متصرّف ولم يستعمل منه يفعل ولا فاعل ، وكذلك نعم وبئس ، هما فعلان غير متصرّفين ، فكذلك ليس هي بهذه المنزلة في امتناعها من التصرّف.
وأمّا سكون ثانية فإن من العرب من يفرّ من الضمّ والكسر إلى السكون تخفيفا فيقول في عضد : عضد ، وفي فخذ : فخذ (٢). ولا يفرّون من الفتح إلى السكون. قال سيبويه : «قلت للخليل : ما الدليل على أن الفتحة أخفّ الحركات؟ قال : قول العرب في عضد : عضد ، وفي كبد : كبد ، ولم يقولوا في جمل : جمل ، ولا في قمر : قمر. فدلّ ذلك على أنّ الفتحة أخفّ الحركات.» ومع ذلك فإنّ الضمة والكسرة تخرجان بتكلّف واستعمال للشفتين ، والفتحة تخرج مع النفس بلا علاج. ومن كان هذا من لغته في الأسماء فإنه يقول أيضا في الأفعال : ضرب زيد ، وهو يريد : ضرب زيد ، وعصر
__________________
(١) الآية : (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ ، فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ.) المائدة ٥ : ٥٢ والآية في الأصل المخطوط : وعسى الله ...
(٢) قال سيبويه : «هذا باب ما يسكّن استخفافا وهو في الأصل عندهم متحرك.
وذلك قولهم في فخذ فخذ ، وفي كبد كبد ، وفي عضد عضد ، وفي الرجل رجل ... وهي لغة بكر بن وائل وأناس كثير من تميم» الكتاب ٢ : ٢٥٧.