وكال يكيل فهو كايل ومكيل. وقال البصريون : أما الدليل على أنها فعل فهو اتصال المضمر المرفوع به ، ولا يتصل إلا بفعل ، كقولك : لست ولسنا ولستم ولستنّ ولستما وما أشبه ذلك ، فهو كقولك : ضربت وضربنا وضربتم وضربتنّ وضربتما وما أشبه ذلك. وانستار المضمر الفاعل فيه كقولك : زيد ليس ذاهبا ، وعبد الله ليس راكبا ، فهذا هو الدليل على أنه فعل. فأما العلّة في امتناعه من التصرّف فهو أنه لمّا وقع بلفظ الماضي نفيا للمستقبل ، فقيل : ليس زيد خارجا غدا ، استغني فيه عن لفظ المستقبل ، ولما استغني فيه عن المستقبل لم يبن منه اسم الفاعل ولا المفعول ، فهذه علّة امتناعه من التصرّف. / وعلّة أخرى وهي أنه لمّا نفي بها ضارعت حروف المعاني النافية فمنعت من التصرّف لذلك. وقد يكون من الأفعال ما لا يتصرّف ولا يحكم عليه بأنه ليس بفعل لامتناعه من التصرّف ؛ ألا ترى أن العرب قالت : يذر ويدع ، ولم يستعملوا منه الماضي ، ولا اسم الفاعل والمفعول به ، وكذلك عسى في قولهم : عسى زيد أن يركب ، وفي قول الله تعالى : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً)(١) و (فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ
__________________
(١) الآية : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ ...) الإسراء ١٧ : ٧٩ وانظر مغني اللبيب ١ : ١٦٥.