الإسم والآثار
بقنّايا : عبارة سريانيّة أصلهاBET QANN YA بحسب فريحة ، ومعناها : بيت الغني ذي الأملاك والمقتنيات ، ويقولون في عامّية لبنان المتحدّرة من السريانيّة" قني الرزق" بمعنى اقتناه ، ورجل" قنّا" أي كثير الأملاك أو محبّ للاقتناء. وهناك احتمال آخر وضعه فريحة يقول بأنّ الإسم قد يكون سريانيّا أيضاBET QNAYYA فيكون معناه : مقصبة ، أي مكان يكثر فيه القصب.
وفي تفسير آخر لمعنى الجزء الثاني من الإسم ، ذكر بديع وبشارة أبو جودة في كتابهما عن البلدة أنّ المقصود بالقصب هنا هو الخيوط التي يلفّ عليها شريط من الذهب أو الفضّة ، وكانت هذه الخيوط تصبغ بالأرجوان ، وكانت تلّة الجنّ ، حيث يقوم دير الصليب الآن ، هي المكان الذي كانت تصنع فيه هذه الخيوط ، لبعد هذه التلّة نسبيّا عن البحر بحيث تكون الخيوط بمأمن من هواء البحر الذي يؤثّر سلبا على رونق اللون الأرجوانيّ ، وتأتي الآبار الثلاث التي كانت لا تزال ظاهرة على التلّة قبل قيام دير الصليب ، لتعزّز صدقيّة هذا التفسير الذي يزيد من صحّته عثور البنّائين في تلك المحلّة ، لدى حفر أساسات الدير ، على آنية خزفيّة عمدوا إلى تحطيمها طمعا بالحصول على الكنز الذي ظنّوا أنّه مخبّأ في داخلها.
كما عثر على ناووسين من فخّار يحوي كلّ منهما هيكلا عظميّا ، ما يؤكّد على أنّ سكّان تلك التلّة قد اختاروا المحلّة لدفن موتاهم. وبالتالي فإنّ شهرة أولئك الناس بصناعة القصب كخيوط مصبوغة بالأرجوان قد آلت إلى تسمية البلدة باسم صناعتهم.
فكانت بقنّايا ، بيت قنايا ، مكان القصب.