الروماني (الأمفيتياتر) داخل سور القلعة. ويعتبر باحثون أنّ القيصر أدريانوس (١١٧ ـ ١٣٨ م.) قد زار مدينة جبيل ومعابد الزهرة في أفقا ، ويستشهدون على ذلك بالكتابات المنتشرة في الوهاد الواقعة في مقاطعات العاقورة وتنّورين وقرطبا وجاج وترتج وسواها ، وهي كتابات منقوشة على صخور ، خطّ فيها مرارا إسم أدريانوس بحروف يبلغ ارتفاعها حوالى ٣٥ سم.إلّا أنّ إقدام الرومان على جعل بيروت مستعمرة لهم وضعها في مكانة جدّ متقدمة على سائر المدن الفينيقيّة. وكان لاحتكار الرومان لأربعة أصناف من الأشجار : العرعر والأرز والسرو والصنوبر ، ومنع أيّ كان من قصّها ، فعل القضاء نهائيّا على تجارة الأخشاب من قبل جبيل ، تلك التجارة التي كانت على أيّ حال مهدّدة بالتوقّف بسبب انقراض الغابات التي كانت تقطع أشجارها دون أن يزرع غرس جديد.
في التقسيم الإداريّ الرومانيّ الأوّل الذي جرى في عهد سبتيموس سفريوس (١٩٣ ـ ٢١١ م.) أصبحت منطقة الهلال الخصيب بين ١٩٤ و ١٩٨ م. مقسّمة إلى قسمين : شرقيّ ويضمّ سورية المجوفة ، وغربيّ ويضمّ فينيقية ، وكانت جبيل ، بطبيعة الحال ، تابعة للقسم الغربيّ.
في حقبات لاحقة تعدّدت التقسيمات إلى أن قام ثيودوسيوس الثاني (٤٠١ ـ ٤٠٥ م.) بفصل فينيقية الشرقيّة عن فينيقية البحريّة ، وجعل الأولى مستقلّة ، أمّا الثانية ، وهي التي عرفت بالبحريةMARITIMA ، فقد بقيت تابعة للحكم الرومانيّ ، وكانت عاصمتها صور ، ومن مدنها الرئيسيّة عكّا ، وصيدا ، وبيروت ، والبترون ، وطرابلس ، وعرقة ، وأرواد ، إضافة إلى جبيل. وبقي هذا التقسيم على حاله حتّى الفتح العربيّ. أمّا على صعيد اللغة ، فقد زادت سيطرة