اليوم. ويبرز فوق المدخل ثلاثة حجارة هي بقايا المكان الذي يسمّى MACHICONLIS والذي كان مخصّصا ليرمي منه حرّاس القلعة الزيت الحامي على الأعداء والمهاجمين. وقد بقيت القلعة في الأساس بشكل مربّع تقريبا ، وحواليها أربعة أبراج يقع كلّ منها في زاوية من زواياها ، فيما البرج الأعلى ، هو الوسطيّ. ويقع أمام الممرّ سور للمدينة ، وفيه أقبية ، كان يستخدمها المدافعون عن القلعة ، وهم رماة النشّاب أو ما شابه من أسلحة الرمي. أمّا البرج الذي يقع قرب المدخل فيقال إنّه بني في أيّام بني عمّار ، لكنّ ذلك غير مؤكّد ، والدليل على ذلك أنّ الحريبات هي تكتيل صليبيّ ، وقد استنتج باحثون أنّ الصليبيّين هم الذين عمّروه ، ثمّ أكمل بناؤه في زمن لاحق ربّما على أيدي بني عمّار. غير أنّ هذا الاستنتاج يبدو لنا خاطئا ، كون المراجع تفيد بأنّ الذي رمّم القلعة وأكمل بناء البرج هو الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير ، الذي جهّز القلعة أيضا بآلات الحصار والدفاع. وكان الأمير منصور العسّافي بدوره قد قام قبله ببعض الترميمات على القلعة لمّا بنى السرايا في المدينة سنة ١٥٧٢.
من جهة ثانية ، يقول باحثو الآثار اليوم ، إنّ البرج الرئيسيّ ، في الوسط ، كان يحوي كنيسة صغيرة بناها الأمير يوسف الشهابيّ ، وهناك اليوم حنية في أعلى البرج ، قد تكون من بقايا تلك الكنيسة.
ومعلوم أنّ الأتراك قد شغلوا القلعة بعد الأمير يوسف حتّى العام ١٩١٨ عند دخول الفرنسيّين إلى البلاد. أمّا كرات المدافع الحديديّة العالقة في جدران القلعة فبقايا قنابل الأسطول البريطاني الذي ضربها في خلال الحرب ضدّ ابراهيم باشا المصري.